الموقف الروسي من أوكرانيا: تصلب عسكري ومرونة دبلوماسية في وقت واحد
30 سبتمبر 202574 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
في تطور يستحق التأمل، تشهد الساحة الدولية حرب تصريحات بين موسكو وواشنطن حول مستقبل الصراع في أوكرانيا، حيث أعلن الكرملين بشكل قاطع أن كييف غير قادرة على استعادة الأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي، رغم التأكيدات الأمريكية المعاكسة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بدأ ولايته بموقف متقارب مع موسكو، يبدو أنه غيّر مساره بشكل ملحوظ عندما وصف روسيا بـ"نمر من ورق" وأكد أن أوكرانيا قادرة ليس فقط على استعادة أراضيها بل "ربما الذهاب أبعد من ذلك". هذا التحول في الخطاب الأمريكي لم يمر مرور الكرام، حيث رد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن "فكرة أن بإمكان أوكرانيا استعادة شيء ما خاطئة من وجهة نظرنا".
خلف هذه التصريحات، تبرز حقائق ميدانية مهمة. فروسيا ما زالت تحتل حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، وتصر على مطالبها بإنهاء طلب كييف الانضمام إلى الناتو والاعتراف بضم أربع مناطق أوكرانية. من جهتها، ترفض أوكرانيا هذه الشروط وتطالب بنشر قوات أوروبية لحفظ السلام.
رغم التأكيدات الروسية على "الاستقرار الاقتصادي"، فإن الإنفاق العسكري الهائل بدأ يظهر آثاره على الميزانية الروسية، حيث اقترحت وزارة المال زيادة الضريبة على القيمة المضافة لتعويض العجز. في المقابل، تواصل أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة الروسية، مما يزيد الضغوط الاقتصادية على موسكو.
المفاوضات تبدو متوقفة عند نقطة ميتة، مع استبعاد بوتين للقاء زيلينسكي، واعتراف بيسكوف بأن نتائج التقارب مع واشنطن "شبه معدومة". في الوقت نفسه، يبدو أن ترامب، رغم تغيير نبرته، لم يحدد بعد استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمة، متمنياً فقط "حظاً موفقاً للجميع".
التطورات الأخيرة أثارت تفاعلات متباينة، حيث أعربت ألمانيا عن أملها في أن يؤدي موقف ترامب الجديد إلى زيادة الضغط على روسيا، بينما عبر الأوكرانيون عن حذرهم من هذا التحول المفاجئ، مشيرين إلى تقلبات مواقف ترامب السابقة.
يبدو أن الصراع في أوكرانيا يدخل مرحلة جديدة، حيث تتصاعد حدة التصريحات بين القوى الكبرى، بينما تستمر المعاناة على الأرض دون أفق واضح للحل. التحدي الأكبر يبقى في كيفية تحويل هذه التصريحات إلى إجراءات عملية تضع حداً لأطول حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بدأ ولايته بموقف متقارب مع موسكو، يبدو أنه غيّر مساره بشكل ملحوظ عندما وصف روسيا بـ"نمر من ورق" وأكد أن أوكرانيا قادرة ليس فقط على استعادة أراضيها بل "ربما الذهاب أبعد من ذلك". هذا التحول في الخطاب الأمريكي لم يمر مرور الكرام، حيث رد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن "فكرة أن بإمكان أوكرانيا استعادة شيء ما خاطئة من وجهة نظرنا".
خلف هذه التصريحات، تبرز حقائق ميدانية مهمة. فروسيا ما زالت تحتل حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، وتصر على مطالبها بإنهاء طلب كييف الانضمام إلى الناتو والاعتراف بضم أربع مناطق أوكرانية. من جهتها، ترفض أوكرانيا هذه الشروط وتطالب بنشر قوات أوروبية لحفظ السلام.
رغم التأكيدات الروسية على "الاستقرار الاقتصادي"، فإن الإنفاق العسكري الهائل بدأ يظهر آثاره على الميزانية الروسية، حيث اقترحت وزارة المال زيادة الضريبة على القيمة المضافة لتعويض العجز. في المقابل، تواصل أوكرانيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة الروسية، مما يزيد الضغوط الاقتصادية على موسكو.
المفاوضات تبدو متوقفة عند نقطة ميتة، مع استبعاد بوتين للقاء زيلينسكي، واعتراف بيسكوف بأن نتائج التقارب مع واشنطن "شبه معدومة". في الوقت نفسه، يبدو أن ترامب، رغم تغيير نبرته، لم يحدد بعد استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمة، متمنياً فقط "حظاً موفقاً للجميع".
التطورات الأخيرة أثارت تفاعلات متباينة، حيث أعربت ألمانيا عن أملها في أن يؤدي موقف ترامب الجديد إلى زيادة الضغط على روسيا، بينما عبر الأوكرانيون عن حذرهم من هذا التحول المفاجئ، مشيرين إلى تقلبات مواقف ترامب السابقة.
يبدو أن الصراع في أوكرانيا يدخل مرحلة جديدة، حيث تتصاعد حدة التصريحات بين القوى الكبرى، بينما تستمر المعاناة على الأرض دون أفق واضح للحل. التحدي الأكبر يبقى في كيفية تحويل هذه التصريحات إلى إجراءات عملية تضع حداً لأطول حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.