ناسا تستعد لتفجير كويكب يهدد القمر في 2032
27 سبتمبر 20251509 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط:
16
في خطوة غير مسبوقة تمزج بين العلم والخيال العلمي، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنها تتابع عن كثب كويكباً جديداً يحمل الاسم 2024 YR4، بعدما أظهرت الحسابات أنه قد يشكّل تهديداً مباشراً للقمر بحلول ديسمبر 2032.
و رغم أن خطر اصطدام الكويكب بالأرض أصبح مستبعداً تماماً، إلا أن القلق الآن يتركز على القمر، حيث تشير التقديرات إلى وجود احتمال بنسبة 4% لوقوع الاصطدام ، وهي نسبة ضئيلة لكنها كافية لإثارة القلق العلمي والفضائي.
* ما خطورة اصطدامه بالقمر ؟
في حال اصطدم الكويكب بالقمر، فقد يؤدي إلى انفجار ضخم يُخلف سحابة من الحطام، ما يزيد عدد النيازك الدقيقة المتجهة نحو الأرض بمعدل ألف ضعف مقارنة بالحالة الطبيعية، وذلك لعدة أيام متتالية.
هذا السيناريو قد يؤدي إلى تهديد مباشر للأقمار الصناعية و رواد الفضاء العاملين في المدار الأرضي، إلى جانب احتمال تعطل الاتصالات والملاحة الفضائية.
* خيارات "ناسا" للتدخل .. إما انحراف أو تفجير نووي !
و وفقاً لتقرير نشرته مجلة ScienceAlert العلمية، فقد حددت "ناسا" خيارين رئيسيين للتعامل مع الكويكب إذا ثبت توجهه نحو القمر :
1 _ الخيار الأول : تغيير المسار
يعتمد على تعديل طفيف في مدار الكويكب، عبر دفعه أو سحبه بجاذبية مركبة فضائية، مما يتطلب بيانات دقيقة عن كتلته وحجمه، وهو ما قد يستدعي إطلاق مهمة استطلاعية مبكرة بحلول عام 2028.
2 _ الخيار الثاني : التدمير المباشر
يتضمن تفتيت الكويكب إما عبر اصطدام مباشر مع جسم ضخم، أو استخدام قنبلة نووية تنفجر على ارتفاع محسوب في الفضاء.
وتشير التقديرات إلى أن قنبلة نووية بقوة 1 ميغاطن فقط قد تكون كافية لتعطيل الكويكب، لكن هذا الخيار يواجه جدلاً سياسياً وتقنياً كبيراً بسبب المخاوف من عسكرة الفضاء.
* وقت ضيق .. والقرار ليس علمياً فقط
و رغم أن الموعد المحتمل لاصطدام الكويكب بالقمر هو في ديسمبر 2032، إلا أن نافذة التحرك المتاحة أمام العلماء قصيرة نسبياً، إذ يجب إطلاق أي مهمة دفاعية بين عامي 2030 و2032 كحد أقصى.
كما تدرس "ناسا" حالياً إمكانية إعادة توجيه بعض بعثاتها الفضائية الحالية، مثل مهمة "أوزيريس _ أبيكس" (OSIRIS_APEX)، لتستهدف الكويكب بدل أهدافها الأصلية، ما يُعد قراراً مكلفاً ومعقداً.
* بين العلم والسياسة .. الحذر واجب
و رغم أن احتمالات اصطدام الكويكب بالقمر ما تزال ضعيفة نسبياً، إلا أن الخبراء يحذرون من تجاهل التهديد ، فكما أظهرت التجارب السابقة، التحرك المبكر أكثر أماناً وأقل تكلفة.
وفي نهاية المطاف، فإن القرار النهائي لن يكون علمياً فقط، بل سيخضع لموازنات سياسية و دبلوماسية، خصوصاً فيما يتعلق باستخدام السلاح النووي في الفضاء.
* خلفية علمية : ناسا سبق أن غيّرت مسار كويكب !
الجدير بالذكر أن "ناسا" نجحت في عام 2022 في أول تجربة لتغيير مسار كويكب عبر الاصطدام المباشر، ضمن مهمة "DART"، مما يمنح الأمل بإمكانية تجنب أي كارثة فضائية محتملة مستقبلاً.
فهل نحن على أعتاب أول "حرب فضائية وقائية" ؟ أم سيتمكن العلماء من توجيه الكويكب بهدوء ؟
الأسابيع المقبلة قد تكشف الكثير مع استمرار عمليات الرصد والتحليل.