إعادة الجسور الدبلوماسية بين أوكرانيا وسوريا... خطوة نحو فتح آفاق جديدة

جاء الإعلان بعد لقاء جمع ممثلي البلدين على هامش أعمال الجمعية، حيث عبر زيلينسكي عن تفاؤله بهذه الخطوة، معرباً عن استعداد أوكرانيا لدعم مسيرة الاستقرار في سوريا. كما حظيت سوريا بذكر خاص في كلمته الرسمية، حيث دعا إلى تقديم دعم دولي أكبر لها.
الملاحظ أن هذه المصالحة لم تكن مفاجئة، بل سبقتها اتصالات مكثفة، بما في ذلك زيارة وزير الخارجية الأوكراني إلى دمشق أواخر العام الماضي. تلك الزيارة مثلت محاولة جادة لفتح قنوات حوار، تخللتها مناقشات حول ملفات شائكة، إلى جانب وعود بتقديم مساعدات إنسانية.
من جهة أخرى، عبرت القيادة السورية عن ترحيبها ببناء علاقات جديدة مع كييف، في إطار سياسة خارجية منفتحة تتبع مرحلة سياسية جديدة في البلاد.
خلفية هذه المصالحة تعود إلى سنوات القطيعة التي أعقبت اعتراف سوريا السابقة باستقلال المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا. اليوم، يبدو أن الظروف المتغيرة في كلا البلدين تتيح فرصة لإعادة النظر في هذه العلاقة.
في الخلفية، تبرز ديناميات إقليمية ودولية أكثر تعقيداً، حيث تسعى قوى مختلفة إلى تعزيز وجودها في سوريا، بما في ذلك روسيا التي تواصل بناء علاقاتها مع الحكومة السورية الجديدة.
تبقى هذه الخطوة مؤشراً على تحولات أوسع في الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، تطرح أسئلة حول إمكانية تحولها إلى شراكة حقيقية، وقدرتها على تجاوز إرث الماضي، ومساهمتها في استقرار المنطقة. النجاح سيتوقف على قدرة الطرفين على موازنة مصالحهما في بيئة إقليمية بالغة التعقيد.