كوريا الجنوبية تعلن عن حزمة مساعدات إنسانية جديدة لسوريا بقيمة 38 مليون دولار

أعلنت جمهورية كوريا الجنوبية، الثلاثاء، عن تمويل حزمة جديدة من المشاريع الإنسانية لدعم سوريا بقيمة 38 مليون دولار، وذلك خلال حفل رسمي أقيم في فندق "رويال سميراميس" بدمشق بحضور ممثلين سوريين وكوريين وأمميين.
وستنفذ هذه المشاريع بالشراكة مع أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة، حيث خصصت 15 مليون دولار لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، و10 ملايين دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و10 ملايين دولار لبرنامج الأغذية العالمي، و3 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية.
وصرّح سفير جمهورية كوريا في لبنان، غيوسوك جون، قائلاً: "أعربت حكومة بلادي عن رغبتها بتقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا هذا العام عبر مختلف وكالات الأمم المتحدة، وتم طلب مقترحات للمشاريع، استناداً إلى الاحتياجات الإنسانية الراهنة داخل البلاد، ونتيجة لذلك جرى دعم مشاريع رئيسية في سوريا".
وأضاف السفير: "جاء دعم المعدات الطبية من خلال منظمة الصحة العالمية (WHO) بناءً على طلب مباشر من وزارة الصحة السورية"، مؤكداً أن "المساعدات المقدمة تأتي في إطار الجهود الرامية إلى بناء الثقة المتبادلة وإرساء أساس للتعاون الثنائي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين".
وأكد جون استمرار بلاده في "الحفاظ على قنوات تواصل وثيقة مع الحكومة السورية"، معرباً عن تطلعها "إلى تعميق مجالات التعاون مع سوريا خلال السنوات القادمة". وأكد "استعداد كوريا كصديق للشعب السوري لمواصلة تقديم الدعم في المجالات الأكثر إلحاحاً، بما يمكّن سوريا من المضي قدماً على طريق الازدهار".
من جانبه، أشاد وزير الصحة، مصعب العلي، بالحزمة الإنسانية، معتبراً أنها "تتجاوز كونه حزمة مساعدات، وتشكّل جسوراً بين المجتمع الدولي وسوريا". وأوضح أن "القطاع الصحي تعرض خلال السنوات الماضية لتدمير ممنهج جراء ممارسات النظام البائد، ما أدى إلى خروج العديد من الأجهزة عن الخدمة بسبب قدمها، إضافة إلى التدمير المباشر الذي طال المنشآت الصحية".
وأشار العلي إلى أن "هذا الواقع انعكس على وصول ما يقارب ثمانية ملايين إنسان إلى الخدمات الصحية الأساسية، حيث لا يستطيعون الحصول عليها بسهولة ويسر، إضافة إلى أن الوزارة لا تزال تعاني في تأمين بعض الأدوية الحيوية كأدوية السرطان".
بدوره، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مروان الحلبي، "التزام الوزارة العميق بالتعاون مع شركائها في الأمم المتحدة وجمهورية كوريا لتحويل هذه المبادرات إلى واقع يلمسه المرضى والطلاب". وأشار إلى أن "احتياجات قطاع المشافي الجامعية في سوريا كبيرة وملحّة، وتشمل تحديث المعدات الطبية وأجهزة التصوير والتشخيص والعلاج، وتطوير البنى التحتية وضمان استدامة الخدمات الحيوية".
من جانبها، وصفت الممثلة المقيمة لليونيسف في سوريا، ميريتشيل ريلانيو أرانا، نموذج التمويل بأنه "ممتاز، إذ يتيح للمانحين تقديم الأموال إلى وكالات الأمم المتحدة بما يسمح بتنفيذ حزم متكاملة". وأضافت: "الطفل يحتاج إلى خدمات متعددة في مجالات الصحة والتعليم والمياه والإصحاح البيئي، كما يحتاج السكان إلى إزالة الأنقاض".
وأكدت أن "اليونيسف ووكالات الأمم المتحدة تعمل بالتنسيق مع مختلف الوزارات، حيث تتم مناقشة الاحتياجات في قطاعي الصحة والتعليم مطلع كل عام، ليصار بعد ذلك إلى وضع المشاريع قيد التنفيذ، ومن ثم يُطلب من المانحين المساهمة في تمويلها".
أما مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا، محمد مضوي، فأشار إلى أن المنحة المقدمة لبرنامجه "تهدف إلى رفع الأنقاض وإزالة مخلفات الحرب في أربع محافظات هي، حلب ودير الزور وحمص وريف دمشق". وأوضح أن "حجم الأنقاض المتراكمة خلال السنوات الأربع عشرة الماضية كبير جداً"، متوقعاً أن "يعمل المشروع على رفع أكثر من 550 ألف متر مكعب من الأنقاض، الأمر الذي يسهم في تسهيل وصول العائدين إلى مناطق سكنهم وضمان أن تكون عودتهم آمنة وسليمة لكل السوريين".
يأتي هذا الإعلان بعد توقيع وزير الخارجية والمغتربين، أسعد حسن الشيباني، مع نظيره الكوري تشو تاي يول، في العاشر من شهر نيسان الفائت، على "اتفاق للعمل الدبلوماسي لبناء وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين"، حيث تم الاتفاق أيضاً على "فتح السفارات وتبادل البعثات الدبلوماسية للدولتين".