إجلاء لنزع فتيل الأزمة أم اقتلاع من الأرض؟ .. بدو السويداء كبش فداء لاتفاق غير معلن!

غداة الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، استفاقت المحافظة الجنوبية على هدوء فعلي لكنه مصحوب بمشهد قاس ، فبين صمت البنادق و دخان النيران المتصاعدة على أطراف الطرقات وفيما يحاول الجميع التقاط أنفاسهم للملمة ما خلفته رحى المعارك هناك ، تستفيق المحافظة الجنوبية على مشهد قاس يتجسد بما اسمته وسائل الإعلام "إجلاء " لعائلات البدو خارج المحافظة .
حافلات حكومية ضخمة تكسر هدوء المكان و تخلف أسئلة لم يجب أحد عنها ، ولعل هنا بالضبط مكمن الخشية والخطورة ، دخلت تلك الحافلات صباح اليوم الإثنين المدينة المنكوبة للشروع ب"تأمين خروج" عائلات البدو ، وكالة فرانس برس وثقت إجلاء عشرات من عائلات البدو بينهم نساء وأطفال، وخروجها باتجاه مراكز إيواء في درعا ودمشق بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري.
الإعلام السوري الرسمي كان قد أعلن أن مهمة حافلات الحكومة هي إجلاء 1500 شخص من عشائر البدو. كما أفاد قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي في مقابلة متلفزة اليوم الإثنين : "وصلنا لصيغة نستطيع فيها نزع فتيل الأزمة بإخراج عوائل أهلنا من البدو والعشائر الموجودين حاليا داخل مدينة السويداء"، مؤكدا أن "الوضع الإنساني صعب جدا وكل الحكومة مستنفرة، بانتظار دخول الخدمات".
مصدر في محافظة درعا وثق وصول الدفعة الأولى التي تضم أكثر من 350 شخصا من أبناء عشائر البدو وهم نساء وأطفال وعدد من الجرحى، تم نقلهم إلى بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي، كما يتوقع وصول دفعات أخرى حتى يتم إخراج الجميع وعددهم 1500 شخص وربما أكثر من هذا الرقم ".
وكالة الانباء الألمانية (د ب أ) نقلت، أن "العائلات التي تم إخراجها تمت من داخل مدينة السويداء ومن ريفها الشرقي ويتم العمل على إخراج جميع الراغبين من أبناء عشائر البدو من محافظة السويداء".
إجراء تراه الحكومة السبيل الوحيد لوقف الاحتقان وتهدئة النفوس بعد الاقتتال الدامي الذي شهدته المحافظة ، وهنا يبرز السؤال الملح
هل هي خطوة مؤقتة ريثما تجد الحكومة حلا لإعادة السويداء إلى الحضن السوري بعدما فشل الحل العسكري بفعل تدخل إسرائيل لصالح أبناء الطائفة الدرزية؟ أم أنه على بدو السويداء عدم التفكير بالعودة ثانية إلى بيوتهم وقراهم ، فيكونون بذلك كبش فداء لم تجد عنه السلطات بديلا؟!