الذهب يحلق فوق قمم جديدة مدفوعاً بالإغلاق الأمريكي وضعف البيانات الاقتصادية

حقق الذهب مستويات قياسية جديدة يوم الأربعاء، متجاوزاً حاجز 3890 دولاراً للأونصة، حيث تدفق المستثمرون على الملاذات الآمنة مع بدء الإغلاق الحكومي الأمريكي، بينما جاءت بيانات سوق العمل أضعف من المتوقع مما عزز التوقعات بتحرك الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة.
قفزت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.8% لتصل إلى 3892.21 دولاراً للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم كانون الأول بنسبة 1.1% مسجلة 9316.00 دولار.
وساهم في هذا الصعود القوي للإصدار الحكومي الأمريكي الذي أشعل مخاوف من أزمة سياسية واقتصادية محتملة، إلى جانب بيانات سوق العمل المخيبة للآمال التي أظهرت نمواً طفيفاً في الوظائف الشاغرة خلال آب مع تراجع في معدلات التوظيف، مما دفع المتعاملين إلى ترجيح خفضين لأسعار الفائدة قبل نهاية العام.
وعبر نيكولاس فرابيل، رئيس الأسواق المؤسسية في شركة "إيه بي سي ريفاينري" لـ "رويترز"، عن تفاؤله قائلاً: "الذهب يستفيد حالياً من المخاوف بشأن ضعف الدولار، والأزمة السياسية الناجمة عن الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، فضلاً عن حالة عدم اليقين الجيوسياسي بشكل عام". وأضاف أن "التوقعات تبقى صعودية مع أهداف تتجاوز مستوى 3900 دولار، وقد تصل حتى 4000 دولار للأونصة".
رغم هذا الأداء القوي، يرى مايكل هسوه، محلل المعادن الثمينة في "دويتشه بنك"، أن عدة عوامل قد تعترض مسيرة الذهب الصاعدة، منها احتمالات صعود الدولار، أو توجه الفيدرالي نحو سياسة نقدية أكثر تشدداً بشكل غير متوقع، أو حدوث إصلاحات مالية في الولايات المتحدة.
يذكر أن الذهب استفاد من تراجع العائدات مع بقاء أسواق الصين _أكبر مستهلك للمعدن في العالم-_مغلقة بسبب عطلة رسمية، على أن تستأنف التداولات في 9 تشرين الأول. وقد ارتفع المعدن النفيس بأكثر من 47% منذ بداية العام.
شهدت الفضة ارتفاعاً ملحوظاً في المعاملات الفورية بنحو 1% لتصل إلى 47.09 دولاراً للأونصة، مسجلة أعلى مستوى منذ أكثر من 14 عاماً. فيما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 1570.85 دولار، بينما انخفض البلاديوم 0.7% مسجلاً 1248.45 دولار.