الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين بيريز شكدم: قصة اختراق غير مسبوقة للنظام الإيراني

في قضية أمنية هزت أركان الدولة الإيرانية، عاد اسم الجاسوسة الإسرائيلية كاثرين بيريز شكدم إلى الواجهة بعد كشف تفاصيل جديدة عن عمليات تجسسها الواسعة، التي طالت حوالي 100 مسؤول رفيع، بما في ذلك شخصيات في الحرس الثوري ومقر المرشد الأعلى وحتى الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي.
ووفقاً للمعلومات المتداولة، دخلت بيريز إيران حاملةً جواز سفر فرنسياً، وقدمت نفسها كسيدة فرنسية اعتنقت الإسلام وتزوجت من رجل يمني، مما سهل عليها الاندماج في الأوساط الدينية والسياسية. وادعت رغبتها في دراسة العقيدة الشيعية على أيدي علماء دين بارزين، مما أكسبها ثقة العديد من المسؤولين وفتح أمامها أبواب المؤسسات الحساسة.
اعتمدت الجاسوسة الإسرائيلية على أسلوب غير تقليدي في جمع المعلومات، حيث استغلت زواج المتعة (عقد زواج مؤقت) لإقامة علاقات مع مسؤولين كبار، ومن بينهم نواب في البرلمان وضباط في الحرس الثوري. وفي شهادتها التي نشرتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قالت إن "الملالي" (رجال الدين) كانوا أهم مصادرها، نظراً لوصولهم إلى معلومات سرية في مؤسسات الدولة.
وكشفت عن مثال صادم، حيث أفصح لها أحد أعضاء البرلمان الإيراني خلال لقاء خاص عن تفاصيل جلسات مغلقة وسرية، بما في ذلك قرارات حساسة تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية للبلاد.
لم يقتصر دور بيريز على جمع المعلومات، بل امتد إلى نشر فضائح لبعض المسؤولين عبر وسائل إعلام إيرانية رسمية، منها موقع المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث كتبت 18 مقالاً تحت غطاء صحفي. كما التقت بالرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي عام 2017، وكونت شبكة علاقات واسعة داخل أروقة الحكم.
أعادت القضية الجدل حول مدى اختراق الأجهزة الأمنية الإيرانية، خاصةً مع تزامنها مع حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، خلال زيارته لطهران، مما أثار شكوكاً حول وجود ثغرات أمنية خطيرة.
الأكثر إثارة أن بيريز، التي كانت تظهر بمظهر المرأة المتدينة وتنتقد إسرائيل في مقالاتها، تحولت بعد كشف هويتها إلى تمجيد الدولة الصهيونية، بل وتمنت أن يلتحق أطفالها بالجيش الإسرائيلي.