في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت الحكومة البريطانية عن إقالة سفيرها في الولايات المتحدة بيتر ماندلسون، من منصبه بشكل فوري.
جاء ذلك بعد الكشف عن معلومات جديدة تتعلق بعلاقته بـ جيفري إبستين رجل الأعمال الأمريكي المتهم بالاتجار الجنسي بالقاصرات، والذي كانت قضيته قد هزت العالم في السنوات الأخيرة.
وكان ستيفن دوتي وزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية، قد أبلغ مجلس العموم البريطاني بالقرار، موضحاً أن رئيس الوزراء كير ستارمر، قد طلب من وزير الخارجية سحب ماندلسون من منصبه عقب ورود رسائل بريد إلكتروني تكشف مزيداً من التفاصيل حول العلاقة بين السفير البريطاني وإبستين، وهي تفاصيل لم تكن معروفة من قبل.
في البداية، كانت الحكومة البريطانية قد دافعت عن ماندلسون، إذ وقف كير ستارمر في جلسة مساءلة الحكومة في البرلمان الأسبوع الماضي ليؤكد دعمه للسفير، لكن الضغوط السياسية والإعلامية تصاعدت بعد تسريب رسائل البريد الإلكتروني التي تضمنت محتوى مثيراً للقلق حول ارتباطات ماندلسون بالشخصية المثيرة للجدل، جيفري إبستين.
كانت قضية إبستين قد بدأت تأخذ طابعًا قانونيًا منذ عام 2005، بعد إدانته بتهم ممارسة الدعارة مع قاصرات.
ولكن الأزمة ازدادت تعقيدًا بعد اعتقاله في 2019 بتهم الاتجار الجنسي بالقاصرات، ما فتح المجال للحديث عن علاقاته المشبوهة مع العديد من الشخصيات العامة والمشاهير حول العالم، ممن كانوا يرتادون جزيرته الخاصة في البحر الكاريبي، والمعروفة بـ "جزيرة إبستين".
هذه الجزيرة كانت تُعتبر نقطة التقاء لعدد من الشخصيات الرفيعة.
ما جعل القضية أكثر إثارة هو الظروف الغامضة التي أحاطت بوفاة إبستين في سجنه في أغسطس 2019، حيث عثر عليه ميتًا في زنزانته في ظروف اعتُبرت مشبوهة، ما دفع العديد من وسائل الإعلام والجماهير إلى تداول نظريات المؤامرة بشأن مقتله.
وفي سياق هذا التطور، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية السابقة ، عزمه على كشف كافة التفاصيل المتعلقة بقضية إبستين، بما في ذلك نشر الوثائق والملفات المتعلقة بالقضية، وهي تصريحات غذت التكهنات حول أبعاد القضية التي لا تزال غامضة حتى اليوم.
إقالة بيتر ماندلسون تفتح بابًا جديدًا من التساؤلات حول علاقات السياسة البريطانية بالدوائر المشبوهة التي تحيط بالقضية، وبينما يتوقع مراقبون أن تستمر التحقيقات في هذه المسألة، فإن الانعكاسات السياسية لهذه الخطوة ستظل تتفاعل في الأروقة البريطانية والأمريكية على حد سواء.