من هو لاري إليسون؟ ملياردير التكنولوجيا الهادئ الذي كاد يعتلي عرش الأغنى في العالم

أعاد السباق المحتدم بين مليارديري التكنولوجيا الأمريكيين إيلون ماسك ولاري إليسون تسليط الأضواء على مؤسس "أوراكل" الهادئ، بعد أن اقترب الأخير من إزاحة رئيس "تسلا" من صدارة قائمة أغنى أغنياء العالم، مدفوعاً بقفزة تاريخية في أسهم شركته.
صعود مالي تاريخي
شهدت تعاملات يوم الأربعاء الماضي قفزة غير مسبوقة في ثروة لاري إليسون (81 عاماً)، حيث "زادت ثروة إليسون يوم الأربعاء خلال تعاملات الجلسة في وول ستريت بأكثر من 110 مليارات دولار". جاء هذا الصعود الهائل "بعد يوم واحد من إصدار أوراكل، توقعات كبيرة لنمو أعمال الحوسبة السحابية خلال السنوات المالية الخمس المقبلة".
وتخطت ثروة إليسون بشكل مؤقت ثروة منافسه إيلون ماسك، ليتصدر قائمة بلومبرغ للأغنياء، "قبل أن يقلص مكاسبه إلى نحو 100 مليار دولار بنهاية التعاملات ليعود ماسك إلى عرشه".
وبحسب أحدث بيانات قائمة فوربس، "تصل القيمة الحالية لثروة الرجل إلى 351.8 مليار دولار في المركز الثاني بقائمة أغنى أغنياء العالم، بعد ماسك الذي وصلت ثروته إلى 463.2 مليار دولار".
أداء استثنائي لأسهم أوراكل
كان المحرك الأساسي لهذه القفزة هو الأداء المذهل لسهم شركة أوراكل، حيث "ارتفعت أسهم شركة أوراكل بنسبة 35.95%"، مسجلة "أفضل أداء يومي لها منذ عام 1992".
وأدى هذا الأداء إلى "زادت القيمة السوقية لأوراكل بمقدار 244 مليار دولار، لتصل في الوقت الحالي إلى 922 مليار دولار، وهو ما رفعها خمسة مراكز إلى المركز الـ 12 في قائمة الشركات الأعلى قيمة سوقية حول العالم، بحسب بيانات منصة كومبانيز ماركت كاب".
توقعات مستقبلية مشرقة
يعود سبب هذا التفاؤل إلى التوقعات القوية التي أعلنتها الشركة، حيث "أصدرت توقعات بتحقيق إيرادات من البنية التحتية السحابية بقيمة 18 مليار دولار في السنة المالية 2026، على أن يصل هذا المبلغ السنوي إلى 32 مليار دولار، و73 مليار دولار، و114 مليار دولار، و144 مليار دولار على مدى السنوات الأربع اللاحقة".
نشأة صعبة وبداية متواضعة
وُلد لاري إليسون في "حي برونكس بنيويورك في 17 آب 1944، لأم عزباء تُدعى فلورنس سبيلمان". وبعد إصابته بالتهاب رئوي، "أرسلته والدته إلى شيكاغو ليعيش مع عمتها وعمّها، ليليان ولويس إليسون، اللذين تبنيا الطفل".
كانت مسيرته التعليمية غير مستقرة، حيث "التحق بجامعة إلينوي في عام 1962، لكنه ترك الدراسة بعد عامين عقب وفاة ليليان؛ ثم التحق لفترة وجيزة بجامعة شيكاغو عام 1966 لكن عاد لتركها من جديد".
انطلاق أوراكل من فكرة ثورية
انتقل إليسون إلى كاليفورنيا في سن الثانية والعشرين، وعمل في عدة وظائف منها في "ويلز فارغو وشركة أمدال، صانعة الحواسيب المركزية، حيث اكتسب مهارات البرمجة".
وتأسست شركته، أوراكل، عام 1977 تحت اسم "Relational Software Inc برأسمال قدره 2000 دولار، مستوحاة من فكرة العالم في IBM، إدغار ف. كود، الثورية حول قواعد البيانات العلائقية".
وبحسب أكاديمية الإنجاز، "شارك إليسون في تأسيس أوراكل مع زميليه إد أوتس، وبوب ماينر، بعد أن حصل على عقد لمدة عامين لبناء قاعدة بيانات لوكالة الاستخبارات الأميركية. وتولى إليسون منصب الرئيس التنفيذي للشركة".
ونجحت الشركة في النمو بسرعة، لكنها واجهت أزمة كادت تودي بها، حيث "في عام 1990 كادت أن تُفلِس بعد أن أدت أخطاء تقدير الإيرادات إلى خسائر وتسريح موظفين. وبحلول عام 1992، أعاد إطلاق منتج "Oracle7" الشركة إلى المسار الصحيح".
استراتيجية النمو والاستحواذ
اتبعت أوراكل استراتيجية عدوانية في النمو، "واشترت PeopleSoft مقابل 10.3 مليار دولار في 2005، وSun Microsystems في 2010، مكتسبةً السيطرة على تقنيات رئيسية مثل MySQL".
وفي عام 2014، تنحى إليسون عن منصب الرئيس التنفيذي بعد 37 عاماً، ليتولى منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا إلى جانب منصب رئيس مجلس الإدارة.
استثمارات شخصية وحياة فاخرة
لا تزال حصة إليسون في أوراكل كبيرة، حيث "يمتلك أكثر من 40% من أسهم شركة أوراكل (أكثر من 1.1 مليون سهم)".
وهو مستثمر نشط خارج أوراكل، فقد "شغل عضوية مجلس إدارة آبل في أواخر التسعينيات، وعضوية مجلس إدارة شركة تسلا خلال الفترة من عام 2018 إلى عام 2022. ويمتلك رجل الأعمال حصة في الشركة صانعة السيارات الكهربائية".
واستخدم إليسون ثروته في حياة البذخ والاستثمارات المتنوعة، فهو "يشارك في سباقات اليخوت والأشرعة، وقام بتمويل جزء من فريق BMW Oracle USA الذي فاز بكأس أميركا عام 2010".
ومن مشترياته البارزة، "في عام 2012، اشترى 98% من جزيرة لاناي في هاواي"، و "في عام 2009، اشترى بطولة إنديان ويلز للتنس مقابل 100 مليون دولار".
ويبرز من بين استثماراته الناجحة مبكراً دعمه لشركة Salesforce، بينما كانت "NetSuite واحدة من أكثر استثماراته ربحية: فقد تحوّل استثمار قدره 125 مليون دولار في 1998 إلى مكسب ضخم بلغ 3.5 مليار دولار عندما استحوذت أوراكل على الشركة في 2016".