الذهب يتراجع بفعل قوة الدولار وعوائد السندات.. وتهديدات ترامب الجمركية تلهب الأسواق

واصلت أسعار الذهب تراجعها خلال تعاملات اليوم الأربعاء 9 تموز، متأثرةً بصعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة، في وقت تتزايد فيه المخاوف جراء التهديدات الجمركية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أضاف مزيداً من التقلبات إلى الأسواق العالمية.

وسجل الذهب في التعاملات الفورية انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.2% ليستقر عند 3294.46 دولاراً للأونصة، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية بنسبة 0.4% إلى 3303.50 دولاراً للأونصة. وجاء هذا التراجع بالتزامن مع تصاعد التوترات التجارية بعد أن أعلن ترامب عن عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس، بالإضافة إلى تنفيذ رسوم أخرى سبق أن هدد بها على أشباه الموصلات والأدوية.

كما أعاد ترامب تأكيد تهديداته بفرض رسوم بنسبة 10% على دول مجموعة "بريكس"، وذلك بعد يوم واحد من إخطار 14 دولة، بينها اليابان وكوريا الجنوبية، بزيادات جمركية جديدة من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ بدءاً من الأول من آب المقبل.

وفي سياق متصل، حافظ مؤشر الدولار على مستويات قوية قرب أعلى قيمة له في أسبوعين، بينما ظل العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات قرب أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، مما زاد الضغوط على المعدن الأصفر.

وفي هذا الصدد، علق إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في شركة "تاست لايف"، قائلاً: "أسعار الذهب تُبدي صموداً لافتاً هذا الشهر رغم ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار.. قدرتها على مقاومة هذه الضغوط تُشير إلى قوة كامنة وميل نحو الصعود."

ويُذكر أن ارتفاع عوائد السندات يجعل الاحتفاظ بالذهب، الذي لا يدر عائداً، أقل جاذبية للمستثمرين، في حين أن صعود الدولار يقلل من الطلب على المعدن النفيس من قبل حاملي العملات الأخرى.

وفي انتظار إشارات السياسة النقدية، يتجه المستثمرون نحو محضر الاجتماع الأخير للفيدرالي الأمريكي، المقرر نشره لاحقاً اليوم، بحثاً عن أي تلميحات حول نية البنك المركزي خفض أسعار الفائدة في ظل استمرار حالة التردد في قراراته.

أما في أسواق المعادن النفيسة الأخرى، فقد تراجعت الفضة بنسبة 0.5% إلى 36.58 دولاراً للأونصة، بينما انخفض البلاتين 0.8% إلى 1348.78 دولاراً، وهدأ البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1106.29 دولاراً للأونصة.