تيار المحيط الجنوبي يتحرك: تغيّر خفي قد يعيد تشكيل مناخ الأرض
13 أكتوبر 2025287 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
كشفت أبحاث علمية جديدة أن التيار المحيطي الجنوبي – الحزام الهائل من المياه الباردة الذي يدور حول القارة القطبية الجنوبية – قد يغيّر موقعه خلال القرون المقبلة، مما قد يُحدث تحولات واسعة في مناخ الأرض وأنظمتها البيئية.
ويمتد هذا التيار كحلقة مائية عملاقة تتدفق من الغرب إلى الشرق دون انقطاع، حاملاً نحو 182 مليون متر مكعب من المياه في الثانية، ما يجعله أحد أقوى التيارات على الكوكب.
المحرّك المناخي الخفي
يعمل التيار الجنوبي كمنظّم حراري طبيعي، ينقل الحرارة والعناصر الغذائية بين المحيطات الأطلسي والهادي والهندي. وتعتمد قوته على الرياح الجنوبية الغربية العاتية التي لا تعيقها اليابسة، مما يمنحه طاقة دائمة تحفظ توازن المناخ العالمي.
لكن دراسات حديثة تشير إلى أن هذا النظام أقل استقرارًا مما كان يُعتقد، وأن تغير موقعه قد يبدّل مسارات الحرارة والكربون في المحيطات.
أدلة من أعماق بحر سكوتيا
في الدراسة التي قادها فريق دولي من العلماء، جُمعت عينات رسوبية من عمق 3 إلى 4 آلاف متر في بحر سكوتيا شمال القارة القطبية الجنوبية.
أظهرت التحاليل أن سرعة التيار خلال آخر فترة دافئة قبل 130 ألف عام كانت أعلى بثلاثة أضعاف مقارنة بالألفية الماضية، ما يعكس حساسيته تجاه تغيرات مدار الأرض وميلان محورها، التي تتحكم في كمية الإشعاع الشمسي الواصل إلى الكوكب.
نتائج مقلقة للمستقبل
تشير النتائج إلى أن منطقة التغير المناخي الأطلسي تحركت جنوبًا بنحو 600 كيلومتر خلال تلك الفترة، مما قرّب المياه الدافئة من الصفائح الجليدية في القارة القطبية. ويُعتقد أن ذلك ساهم في ارتفاع مستوى البحر من 6 إلى 9 أمتار آنذاك.
ويحذر العلماء من أن السيناريو نفسه قد يتكرر مع استمرار الاحتباس الحراري الحالي، ما قد يعيد تشكيل المناخ العالمي بطرق غير متوقعة.