هل تغيّر إنستغرام للأبد ؟ تحديث جديد يربك الملايين

أثار تحديث جديد أطلقته منصة إنستغرام، المملوكة لشركة "ميتا"، عاصفة من الجدل والغضب بين المستخدمين في مختلف أنحاء العالم، بعد تغييرات وصفت بـ "المربكة وغير الضرورية" في واجهة التطبيق وطريقة التنقل داخله.
التحديث الجديد طال تصميم شريط القوائم السفلي، حيث قامت الشركة بإعادة ترتيب الرموز الرئيسية، مما جعل الاستخدام اليومي للتطبيق يختلف تمامًا عما اعتاده المستخدمون.
* ومن أبرز التغييرات التي أثارت الاستياء :
_ اختفاء زر النشر التقليدي من أسفل الشاشة، واستبداله بأيقونة الرسائل المباشرة ( الطائرة الورقية ).
_ نقل زر إنشاء منشور جديد ( الرمز + داخل مربع ) إلى الزاوية العلوية اليمنى.
_ تبديل مواضع أيقونتي البحث و "ريلز" (Reels)، مما أربك المستخدمين المعتادين على تصفح التطبيق باستخدام ما يُعرف بـ "الذاكرة العضلية".
لكن أكثر ما أثار الجدل، كان اعتماد التطبيق على السحب بالإصبع للتنقل بين الصفحات، ما يؤدي غالبًا إلى انتقال غير مقصود من منشورات الصور إلى الرسائل أو الريلز.
أحد المستخدمين علّق عبر منصة "إكس" قائلاً :
"التصميم الجديد يزعجني أكثر مما أستطيع شرحه .. أحاول تمرير الصور في منشور معين، فأجد نفسي فجأة في صفحة الرسائل !".
وأضاف آخر : "تخطيط القوائم الجديد مزعج للغاية، لا أحد طلب هذا التغيير".
* "ميتا" ترد : مجرد تجربة !
في محاولة لتهدئة الغضب، أوضح آدم موسيري رئيس إنستغرام، أن التحديث لا يزال في مرحلة التجربة ويشمل عددًا محدودًا من المستخدمين، بهدف اختبار التصميم قبل تعميمه.
وقال موسيري عبر تطبيق "ثريدز" (Threads) :
"لقد أعدنا تنظيم الواجهة بناءً على أكثر ما يستخدمه الناس، و ركزنا على جعل أدوات مثل الريلز والرسائل أقرب إلى موضع الإبهام لتسهيل الوصول إليها".
وأضاف : "ندرك أن التغييرات تتطلب وقتًا للتأقلم، لذا نتيحها بشكل تجريبي لمن يرغب".
لكن الردود كانت غاضبة وساخرة، حيث كتب أحد المستخدمين :
"فقط اصنعوا تطبيقًا منفصلًا للريلز، وانتهى الأمر".
* انتقادات متصاعدة : "أعيدوا إنستغرام كما كان !"
التحديث الأخير لم يكن الحدث الأول الذي يُشعل غضب المستخدمين. فقد سبق أن أطلقت حملات تحت شعار :
"Make Instagram Instagram Again" (أعيدوا إنستغرام إلى ما كان عليه) احتجاجًا على تغيّر هوية التطبيق، وتحوله من منصة لمشاركة الصور إلى ساحة للفيديوهات القصيرة والإعلانات.
أحد التعليقات اللافتة كتب فيه مستخدم :
"كل ما أريده هو تطبيق يعرض منشورات من أتابعهم فقط، بخلاصة زمنية بسيطة .. كما كان في الماضي !".
* ميزات أخرى مثيرة للجدل
التحديث الجديد جاء بعد سلسلة تغييرات أخرى أحدثت جدلًا، من بينها :
_ ميزة إظهار المنشورات التي أعجبتك لأصدقائك في تبويب خاص، وهو ما اعتبره كثيرون انتهاكًا للخصوصية.
_ استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل "ميتا" لتحليل سلوك المستخدمين، خاصة المراهقين، بحجة جعل التطبيق أكثر أمانًا وتنظيمًا.
و رغم تأكيد "ميتا" أن هذه التحديثات تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم، يرى الكثيرون أن المنصة باتت تقلد تيك توك بشكل مفرط على حساب هويتها الأصلية.
* من تطبيق صور إلى منصة فيديو وتسويق
منذ انطلاقه عام 2010 كتطبيق بسيط لمشاركة الصور، شهد "إنستغرام" تحولات كبرى، خصوصًا بعد استحواذ مارك زوكربيرغ عليه عام 2012.
واليوم، وبعد أكثر من عقد، يركّز التطبيق بشكل متزايد على مقاطع الفيديو القصيرة (Reels)، في محاولة مباشرة لمنافسة تيك توك الصيني.
* هل ينجو إنستغرام من فخ التغيير ؟
في وقت يستمر فيه المستخدمون بالتعبير عن استيائهم، يبقى السؤال :
هل تعود "ميتا" للاستماع إلى جمهورها ؟ أم تواصل المضي في مسارها رغم كل الاعتراضات ؟
شيء واحد واضح : الهوية القديمة لإنستغرام تتلاشى .. والجميع يشعر بذلك.