دراسة تحذر: الساعات الذكية قد تضر بالصحة النفسية للمستخدمين
26 أكتوبر 202558 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
كشفت دراسة حديثة عن جانب مظلم في استخدام أجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية، إذ تبين أنها قد تُسبب مشاعر سلبية مثل الإحباط والحرج لدى بعض المستخدمين، خاصة عند عدم تحقيق الأهداف التي تفرضها تلك الأجهزة.
وأوضح الباحثون من جامعة كوليدج لندن وجامعة لوفبورو أنهم استخدموا تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل آلاف المنشورات على منصة "إكس"، حيث رصدوا أكثر من 13,700 منشور تعبّر عن مشاعر القلق والضغط النفسي والفشل المرتبطة باستخدام هذه الأجهزة.
أهداف غير واقعية
أشارت الدراسة إلى أن العديد من الساعات الذكية تضع أهدافًا ثابتة بناءً على بيانات أولية مثل الوزن ومستوى النشاط، دون مراعاة اختلاف ظروف المستخدمين اليومية.
فعلى سبيل المثال، قد يُطلب من البعض استهلاك عدد منخفض جدًا من السعرات الحرارية يوميًّا، ما يخلق شعورًا بالضغط والعجز عند الفشل في تحقيق الهدف، ويؤثر سلبًا في الدافع الذاتي والاستمرارية.
دعوة لنهج أكثر إنسانية
ودعا الباحثون الشركات المطوّرة إلى إعادة النظر في آلية تحديد الأهداف، مؤكدين أهمية الانتقال من التركيز على الأرقام والإحصاءات إلى تعزيز الرفاهية النفسية والتحفيز الإيجابي.
وأشاروا إلى أن أسلوب “اللوم” أو “الشعور بالعار” لا يساعد المستخدمين على تحسين لياقتهم، بل قد يقود إلى نتائج عكسية تهدد الصحة النفسية.
توصيات مستقبلية
ورغم أن هذه الأجهزة تقدم فوائد مهمة في تتبع النشاط وتحسين العادات الصحية، فإن الدراسة شددت على ضرورة إجراء أبحاث أوسع لتقييم تأثيراتها النفسية.
كما أوصت بتصميم أهداف مرنة وشخصية تتناسب مع قدرات واحتياجات كل مستخدم، مع تقديم دعم نفسي وتحفيزي يضمن تجربة أكثر توازنًا وصحة.
وفي الختام، أكدت الدراسة أن الساعات الذكية قد تكون أداة مساعدة فعالة، لكنها لا تغني عن الوعي الذاتي والممارسات الصحية المتوازنة، فالمفتاح الحقيقي للنجاح يكمن في الاستمرارية والدافع الداخلي لا في الأرقام وحدها.