الشرع في الأمم المتحدة: تحول دبلوماسي أم مرحلة جديدة في السياسة الأمريكية تجاه سوريا؟
9 سبتمبر 2025116 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
في تطور دبلوماسي لافت، منحت الولايات المتحدة الرئيس السوري أحمد الشرع تأشيرة دخول للمشاركة في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بين 21 و25 سبتمبر/أيلول الجاري. هذه الخطوة تبدو أكثر من مجرد إجراء بروتوكولي روتيني، بل تمثل ذروة مسار دبلوماسي متسارع بدأ باللقاء التاريخي بين الشرع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرياض مايو/أيار الماضي.
الزيارة تحمل رموزاً ودلالات عميقة. فخطاب الشرع المقرر في 24 سبتمبر/أيلول سيكون أول خطاب لرئيس سوري في المنظمة الدولية منذ ستة عقود، فيما تحدثت مصادر عن لقاء محتمل مع ترامب وآخر في "البيت التركي" برفقة الرئيس أردوغان. هذه التحركات الدبلوماسية المتزامنة تشير إلى تحول جوهري في الموقف الدولي من سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد أواخر 2024.
السياق الأمريكي الداخلي يبدو مهماً لفهم هذه التطورات. فإدارة ترامب، التي بدأت ولايتها الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي، تسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي في ملف سوريا، يتماشى مع شعار "أمريكا أولاً" وسعيها لتقليل التكاليف المالية والبشرية للوجود الأمريكي في الخارج. تصريحات المبعوث الأمريكي توماس براك عن "الثقة بالشرع" وتطابق الأهداف تعكس هذا التوجه.
الدعم السعودي-التركي المشترك للملف السوري يضيف بُعداً إقليمياً مهماً. فكل من الرياض وأنقرة، رغم اختلاف مواقفهما السابقة، يبدوان الآن متحدين في دعم المسار السياسي الجديد في دمشق والضغط لوقف الانتهاكات الإسرائيلية. هذا التحالف الإقليمي غير التقليدي قد يشكل قوة دافعة للحل السياسي.
لكن التحديات لا تزال قائمة. فرفع العقوبات الأمريكية تدريجياً عن سوريا، رغم أهميته الاقتصادية، لن يحل المشكلات الهيكلية التي تعاني منها البلاد بعد سنوات من الحرب والدمار. كما أن التقارب الأمريكي-السوري قد يثير حفيظة حلفاء تقليديين للولايات المتحدة في المنطقة.
الزيارة تطرح أسئلة مصيرية عن مستقبل سوريا: هل ستكون بوابة للاستقرار الإقليمي أم ساحة جديدة للتنافسات الدولية؟ وكيف يمكن تحويل الفرصة الدبلوماسية إلى واقع ملموس في الشوارع السورية؟ الإجابات لن تأتي من خطابات الأمم المتحدة، بل من قدرة الفاعلين المحليين والدوليين على تحويل المصافحات الدبلوماسية إلى مشاريع إعادة إعمار ومسارات مصالحة وطنية حقيقية.
زيارة الشرع إلى نيويورك تمثل أكثر من مجرد لحظة دبلوماسية عابرة، بل هي اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي في دعم مسار انتقالي سوري يقوده سوريون، ويحظى بدعم إقليمي ودولي قد يكون الفرصة الأخيرة لسوريا بعد سنوات من المعاناة.
الزيارة تحمل رموزاً ودلالات عميقة. فخطاب الشرع المقرر في 24 سبتمبر/أيلول سيكون أول خطاب لرئيس سوري في المنظمة الدولية منذ ستة عقود، فيما تحدثت مصادر عن لقاء محتمل مع ترامب وآخر في "البيت التركي" برفقة الرئيس أردوغان. هذه التحركات الدبلوماسية المتزامنة تشير إلى تحول جوهري في الموقف الدولي من سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد أواخر 2024.
السياق الأمريكي الداخلي يبدو مهماً لفهم هذه التطورات. فإدارة ترامب، التي بدأت ولايتها الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي، تسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي في ملف سوريا، يتماشى مع شعار "أمريكا أولاً" وسعيها لتقليل التكاليف المالية والبشرية للوجود الأمريكي في الخارج. تصريحات المبعوث الأمريكي توماس براك عن "الثقة بالشرع" وتطابق الأهداف تعكس هذا التوجه.
الدعم السعودي-التركي المشترك للملف السوري يضيف بُعداً إقليمياً مهماً. فكل من الرياض وأنقرة، رغم اختلاف مواقفهما السابقة، يبدوان الآن متحدين في دعم المسار السياسي الجديد في دمشق والضغط لوقف الانتهاكات الإسرائيلية. هذا التحالف الإقليمي غير التقليدي قد يشكل قوة دافعة للحل السياسي.
لكن التحديات لا تزال قائمة. فرفع العقوبات الأمريكية تدريجياً عن سوريا، رغم أهميته الاقتصادية، لن يحل المشكلات الهيكلية التي تعاني منها البلاد بعد سنوات من الحرب والدمار. كما أن التقارب الأمريكي-السوري قد يثير حفيظة حلفاء تقليديين للولايات المتحدة في المنطقة.
الزيارة تطرح أسئلة مصيرية عن مستقبل سوريا: هل ستكون بوابة للاستقرار الإقليمي أم ساحة جديدة للتنافسات الدولية؟ وكيف يمكن تحويل الفرصة الدبلوماسية إلى واقع ملموس في الشوارع السورية؟ الإجابات لن تأتي من خطابات الأمم المتحدة، بل من قدرة الفاعلين المحليين والدوليين على تحويل المصافحات الدبلوماسية إلى مشاريع إعادة إعمار ومسارات مصالحة وطنية حقيقية.
زيارة الشرع إلى نيويورك تمثل أكثر من مجرد لحظة دبلوماسية عابرة، بل هي اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي في دعم مسار انتقالي سوري يقوده سوريون، ويحظى بدعم إقليمي ودولي قد يكون الفرصة الأخيرة لسوريا بعد سنوات من المعاناة.