الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء ميناء غزة ويهدد بقصف برج طيبة 2
10 سبتمبر 202584 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط:
16
أصدر الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، تحذيراً عاجلاً دعا فيه سكان منطقة ميناء غزة وحي الرمال الجنوبي إلى الإخلاء الفوري، في إطار تصعيد عسكري متواصل يستهدف مدينة غزة.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بياناً عبر صفحته على منصة "إكس" ، قال فيه :
"إنذار عاجل إلى كل من لم يخلِ بعد منطقة ميناء غزة وحي الرمال الجنوبي ، خصوصاً في البلوكات 663، 785، 786، 787، وبشكل خاص في برج طيبة 2 المحدد بالأحمر ، وفي الخيام القريبة منه".
وأكد أدرعي أن الجيش يعتزم قصف المبنى في وقت قريب، بزعم وجود "بنى تحتية إرهابية لحماس" داخله أو بالقرب منه، مشدداً على ضرورة مغادرة السكان فوراً باتجاه الجنوب نحو "المنطقة الإنسانية في مواصي خان يونس".
ويأتي هذا الإنذار ضمن سلسلة تحركات إسرائيلية تهدف إلى إحكام السيطرة على مدينة غزة، حيث أعلن الجيش مؤخراً أنه يسيطر على نحو 40% من مساحة المدينة ضمن ما أسماه "عملية مركبات جدعون 2" ، التي تهدف إلى السيطرة الكاملة على المدينة واحتلالها.
* الوضع الميداني :
تشير التقارير الميدانية إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أساليب متعددة للسيطرة، تجمع بين القصف الجوي المكثف والاقتحام البري، حيث تعمل قواته في محاور متعددة :
• سيطرة نارية على مناطق واسعة من أحياء الزيتون، الشجاعية، والتفاح، مع منع السكان من دخولها واستهداف كل من يقترب.
• توغل بري في مناطق مثل حي الصبرة، الذي يشهد هدوءاً متقطعاً يتبدل مع وتيرة العمليات.
• انتشار بري مباشر في منطقة بركة الشيخ رضوان من جهتها الشرقية، مع فرض سيطرة نارية على جهاتها الغربية والشمالية والجنوبية.
وتواصل القوات الإسرائيلية شق طرق استراتيجية نحو الجنوب، خصوصاً عبر شارع النفق الرئيس الذي يربط حي الشيخ رضوان بحي الدرج.
وقد تعرّض هذا الشارع لسلسلة من الغارات الجوية أدت إلى تدمير عدد من المنازل والعمارات السكنية، بعد أن تم تحذير سكانها بالإخلاء، مما تسبب في موجة نزوح كبيرة من هذه المناطق.
* الأوضاع الإنسانية :
في الوقت نفسه، ألقت الطائرات الإسرائيلية مناشير تحذيرية على سكان غرب مدينة غزة، تأمرهم فيها بالإخلاء الفوري والتوجه نحو منطقة مواصي خان يونس، التي صنفتها إسرائيل بأنها "منطقة إنسانية"، لكنها أوضحت في الوقت نفسه أنها "ليست آمنة"، في إشارة إلى استمرار استهدافها لخيام النازحين هناك.
وأدى هذا التناقض إلى تفاقم حالة الرعب بين المدنيين، خصوصاً مع قصف الأبراج السكنية بالتزامن مع توزيع المناشير، مما دفع آلاف العائلات للفرار عبر شارع الرشيد الساحلي نحو وسط وجنوب القطاع.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 100 ألف فلسطيني غادروا مدينة غزة حتى الآن، من أصل قرابة 1.2 مليون نسمة كانوا يسكنون المدينة قبل أسابيع قليلة.
* سياق دولي متصاعد :
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، تتزايد الانتقادات الدولية، بما في ذلك من نجوم في هوليوود أعلنوا مقاطعتهم للمؤسسات الإسرائيلية، معتبرين أنها "متواطئة في الحرب على غزة"، ما يعكس تنامياً في الرفض العالمي للسياسات الإسرائيلية تجاه المدنيين في القطاع.
لا تزال غزة تعيش تحت نيران التصعيد، حيث تتوالى الإنذارات والغارات، وسط نزوح جماعي وخسائر بشرية ومادية فادحة، بينما تتضاءل خيارات المدنيين في البحث عن ملاذ آمن داخل قطاع محاصر منذ سنوات.