اجتماع بوتين ووزيرة خارجية كوريا الشمالية يسبق قمة ترامب المحتملة مع كيم

في خطوة لافتة تسبق زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كوريا الجنوبية هذا الأسبوع، كشفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي جدّدا التزام بلديهما بتعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الوزيرة تشوي أجرت يوم الاثنين، زيارة مجاملة إلى بوتين في العاصمة الروسية موسكو، في إطار جولتها التي تشمل روسيا وبيلاروسيا، بعد مغادرتها بيونغ يانغ يوم الأحد.
وتأتي الزيارة في وقت حساس، إذ عبّر ترامب مؤخرًا عن رغبته في عقد لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون خلال زيارته إلى كوريا الجنوبية يومي 29 و30 أكتوبر، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.
وخلال لقائها مع بوتين، ناقشت تشوي "العديد من القضايا المتعلقة بتعزيز وتطوير العلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا في المرحلة المقبلة"، وفق ما ذكرت الوكالة الكورية الشمالية، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وأشارت إلى أن بوتين طلب من الوزيرة نقل تحياته الحارة إلى كيم يونغ أون، فيما نقلت له تشوي "أطيب تمنيات" الزعيم الكوري الشمالي.
* لقاءات مكثفة في موسكو
قبل لقائها بالرئيس الروسي، عقدت تشوي محادثات موسعة مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، تناولت خطط الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين، وتعزيز التعاون الثنائي، إضافة إلى التنسيق الدبلوماسي بشأن القضايا الدولية الكبرى.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن الجانبين "توصلا إلى توافق في الآراء بشأن جميع المسائل التي نوقشت"، مؤكدين التزامهما بتسريع وتيرة تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
كما أعربت بيونغ يانغ عن دعمها الكامل لموسكو في الحرب ضد أوكرانيا، بينما شددت روسيا على دعمها لجهود كوريا الشمالية في الدفاع عن سيادتها ومصالحها الوطنية، بحسب ما ورد في البيان الكوري الشمالي.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وتشوي نددا بالولايات المتحدة وحلفائها بسبب ما وصفاه بـ "تأجيج التوترات الدولية"، بما في ذلك في شبه الجزيرة الكورية، في حين خلت بيانات بيونغ يانغ الرسمية من أي إشارة مباشرة إلى واشنطن.
* غياب تشوي يقلل فرص اللقاء بين ترامب وكيم
زيارة الوزيرة تشوي إلى موسكو أثارت اهتمام المراقبين، خاصة في ظل تصاعد التكهنات حول احتمال عقد لقاء مفاجئ بين ترامب وكيم يونغ أون خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى سيول.
لكن غياب تشوي عن بيونغ يانغ _كونها المسؤولة الأساسية عن ملف العلاقات مع الولايات المتحدة_ اعتُبر مؤشرًا على ضعف احتمالات عقد هذا اللقاء المرتقب.
يُذكر أن ترامب خلال ولايته الأولى عقد ثلاث قمم تاريخية مع كيم يونغ أون :
• الأولى في سنغافورة في يونيو (حزيران) 2018،
• الثانية في هانوي بفيتنام في فبراير (شباط) 2019،
• والثالثة كانت لقاءً قصيرًا في قرية بانمونجوم داخل المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين في يونيو (حزيران) من العام نفسه.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في وقتٍ تتجه فيه الأنظار إلى قمة "أبيك" وما قد تحمله من مفاجآت على صعيد العلاقات الأميركية _ الكورية الشمالية، وسط استمرار الحرب الروسية _ الأوكرانية وتزايد التوترات في شرق آسيا.