أسعار النفط تشهد استقراراً حذراً وسط توقعات بتقلص الإمدادات من روسيا والهند

شهدت أسعار النفط استقراراً نسبياً خلال تعاملات يوم الخميس، في ظل ترقب الأسواق لتداعيات محتملة على واردات الهند من الخام الروسي، وهو ما قد يدفع لتعزيز الطلب على الإمدادات من مصادر بديلة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بمقدار 29 سنتاً، ما يعادل ارتفاعاً بنسبة 0.47%، لتسجل 62.20 دولاراً للبرميل. فيما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ 31 سنتاً، أو 0.53%، لتصل إلى 58.58 دولاراً للبرميل.
جاءت هذه الزيادات الطفيفة بعد أن لامس الخامان أدنى مستوياتهما منذ أوائل أيار الماضي، متأثرين بشكل أساسي بتصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وفي تطور منفصل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهد بوقف مشتريات بلاده من النفط الروسي، والذي يشكل ما يقارب ثلث واردات الهند من الخام.
وفي إشارة عملية، أفادت ثلاثة مصادر مطلعة لـ "رويترز" بأن بعض شركات التكرير الهندية بدأت التحضير تدريجياً لتقليص وارداتها من النفط الروسي خلال الأسابيع المقبلة.
وعلّق توني سيكامور، محلل الأسواق في شركة "A.J. Bell"، على هذا التطور قائلاً: "هذه الخطوة إيجابية لأسعار النفط، إذ من شأنها تقليص المعروض إذا ما توقفت الهند فعلاً عن شراء الخام الروسي".
بدورها، أكدت الحكومة الهندية، في بيان صدر الخميس، على أن أولوية نيودلهي تبقى ضمان استقرار أسعار الطاقة وتوافر الإمدادات، دون أن تذكر مباشرة تصريحات الرئيس ترامب.
من ناحية أخرى، أعربت روسيا عن ثقتها في استمرار شراكتها الاستراتيجية مع الهند في قطاع الطاقة، رغم الضغوط الغربية والعقوبات المفروضة.
وتتوازى هذه التصريحات مع استمرار الهجمات الأوكرانية على مصافي التكرير الروسية، مما تسبب في اضطرابات بإمدادات المنتجات النفطية. وأعلن وزير الطاقة الروسي أن بلاده أجّلت أعمال الصيانة في بعض المصافي لتلبية احتياجات السوق، وذلك في أعقاب استهداف مصفاة ساراتوف بهجوم ليلي.
وأوضح تاماس فارجا، المحلل في شركة "PVM"، أن "تقلص الإمدادات الروسية من الخام والمنتجات النفطية من شأنه أن يوفر دعماً للسوق، ومن المرجح أن يشكل حاجزاً دون تراجع الأسعار إلى ما دون مستوياتها المتدنية هذا العام عند 58.40 دولاراً للبرميل".
في سياق متصل، كشف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت عن إبلاغه نظيره الياباني كاتسونوبو كاتو بتوقعات واشنطن بأن توقف طوكيو واردات منتجات الطاقة الروسية، على الرغم من أن اليابان ليست من كبار مستوردي الخام الروسي.
كما فرضت الحكومة البريطانية حزمة جديدة من العقوبات تستهدف شركتي "روسنفت" و"لوك أويل" الروسيتين، إلى جانب عدد من منشآت تخزين النفط ومصفاة "شاندونغ يولونغ" الصينية و44 ناقلة تُستخدم في ما يُعرف بـ "أسطول الظل" لنقل النفط الروسي، إضافة إلى شركة "نايارا" للطاقة المملوكة لروسيا في الهند.