الذهب يتراجع لأول مرة منذ عشرة أسابيع وسط توقعات بخفض الفائدة الأميركية

شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً عند تسوية تعاملات يوم الجمعة 24 تشرين الأول، لتسجل أول خسارة أسبوعية بعد عشرة أسابيع من المكاسب المتواصلة، في ظل بيانات أميركية أظهرت تباطؤاً طفيفاً في التضخم، وتزايد التوقعات بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي الأسبوع المقبل.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 4115.03 دولاراً للأونصة، بعد أن هبط بنحو 2% خلال الجلسة. وعلى مدار الأسبوع، سجل المعدن الأصفر خسارة قدرها 3.1%. كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم كانون الأول بأكثر من 0.4% لتغلق عند 4126.90 دولاراً للأونصة.
المتعامل المستقل في المعادن تاي وونغ علّق على حركة السوق قائلاً: "زاد سعر الذهب والفضة بعد أن جاءت قراءة المؤشر الأساسي لأسعار المستهلك دون التوقعات في أيلول، لكن يبدو أن ذلك لن يكون كافياً لمحو أثر موجة البيع خلال الأسبوع الجاري بشكل كامل". وأضاف: "يشير تحرك السعر إلى أن الذهب، والأكثر منه الفضة، بحاجة لمزيد من التراجع قبل الوصول إلى نطاق سعري مستقر".
وكان الذهب قد بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4381.21 دولاراً يوم الاثنين، قبل أن يتراجع بأكثر من 6% نتيجة عمليات جني الأرباح، وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة مع ظهور مؤشرات على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في سياق متصل، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات جديدة على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل" الروسيتين المرتبطتين بالحرب في أوكرانيا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأشد من نوعها ضد شركات روسية منذ اندلاع النزاع. كما أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيجتمع مع الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل خلال جولة آسيوية، ما زاد من حالة الترقب في الأسواق وسط استمرار التوترات التجارية بين البلدين.
بيانات وزارة العمل الأميركية كشفت أن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 3.0% خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في أيلول، وهو ما جاء أقل قليلاً من توقعات الاقتصاديين التي أشارت إلى زيادة قدرها 3.1%. هذا التباطؤ النسبي في التضخم عزز من توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي الأميركي المقبل، مع ترجيحات بخفض إضافي في كانون الأول. ويُعد انخفاض الفائدة عاملاً محفزاً للذهب، إذ يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفع البلاتين بنسبة 0.6% ليصل إلى 1635.59 دولاراً للأونصة، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% ليسجل 1453.16 دولاراً. وعلى صعيد الفضة، فقد تراجعت في المعاملات الفورية بنسبة 0.86% لتبلغ 48.50 دولاراً للأونصة، مسجلة خسارة أسبوعية تجاوزت 6%.