دلافين نافقة في فلوريدا تكشف عن تشوهات دماغية تنذر البشر بخطر بيئي متصاعد
15 أكتوبر 2025593 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
أطلق علماء أمريكيون تحذيراً خطيراً بعد اكتشاف تشوهات دماغية مقلقة في دلافين نافقة عُثر عليها قبالة سواحل فلوريدا، يُعتقد أنها ناجمة عن سمّ عصبي تنتجه البكتيريا الزرقاء، وهو سمّ قد تكون له آثار مشابهة لمرض ألزهايمر لدى البشر.
دراسة تكشف الارتباط بين التلوث والاضطرابات العصبية
بدأ فريق من جامعة ميامي ومعهد Hubbs-SeaWorld للأبحاث دراسة أسباب نفوق 20 دلفيناً من فصيلة قارورية الأنف في بحيرة نهر إنديان بين عامي 2010 و2019.
وأظهرت التحاليل أن أدمغة الدلافين احتوت على مستويات مرتفعة من مادة 2,4-DAB، وهي مادة سامة للأعصاب تنتجها البكتيريا الزرقاء (الطحالب الخضراء المزرقة).
وقال الدكتور ديفيد ديفيس من كلية ميلر للطب بجامعة ميامي إن الدلافين تعدّ "مؤشرات بيئية دقيقة" لحالة المحيطات، مضيفاً أن ارتفاع هذه السموم في أجسامها "يدق ناقوس الخطر بشأن احتمال تأثيرها على الإنسان".
تشابه صادم مع ألزهايمر
كشفت الفحوص أن أدمغة الدلافين المتضررة تحتوي على تراكمات من بروتين بيتا أميلويد وتشابك بروتين تاو، وهي السمات المميزة لمرض ألزهايمر، إضافةً إلى تغيرات في أكثر من 500 جين مرتبط بالتدهور العصبي لدى الإنسان.
وأشار العلماء إلى أن الدلافين التي نفقت خلال فترات ازدهار الطحالب السامة احتوت على السموم بمستويات بلغت 2900 ضعف تلك الموجودة في الفترات العادية.
الخطر يمتد إلى الإنسان
يحذر الباحثون من أن السموم الناتجة عن البكتيريا الزرقاء قد تتسلل إلى السلسلة الغذائية عبر الأسماك والمأكولات البحرية، ما يجعل البشر عرضة للتأثر بها على المدى الطويل.
وتشير بيانات عام 2024 إلى أن مقاطعة ميامي–داد سجّلت أعلى معدل إصابة بألزهايمر في الولايات المتحدة، ما يعزز الفرضية القائلة بوجود صلة بين التلوث البيئي والأمراض العصبية.
كيف تنشأ هذه السموم؟
تزدهر البكتيريا الزرقاء في المياه الدافئة الغنية بالنيتروجين والفوسفور الناتجين عن مياه الصرف الزراعي والمنزلي. ومع ارتفاع درجات الحرارة بفعل تغير المناخ، تتكاثر هذه الكائنات بسرعة، مطلقة سموماً عصبية قوية مثل BMAA تؤثر في الدماغ والجهاز العصبي.
ويخلص العلماء إلى أن استمرار التلوث وارتفاع حرارة البحار قد يؤديان إلى تكرار مثل هذه الظواهر السامة بوتيرة أعلى، مؤكدين أن حماية النظم البيئية البحرية باتت ضرورة صحية للبشر قبل أن تكون بيئية.