واشنطن تضغط على نيودلهي لوقف شريان النفط الروسي
20 أكتوبر 2025198 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
في تصعيد جديد بين واشنطن ونيودلهي، هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإبقاء الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على السلع الهندية، ما لم توقف الهند استيراد النفط الروسي، في خطوة تُظهر اتساع الهوة بين البلدين حول ملف الطاقة والتحالفات الدولية.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إنّه تحدث إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، مشيراً إلى أنّ الأخير "أبلغه أن الهند لن تتعامل مع النفط الروسي"، مضيفاً بلهجة حازمة: "إذا لم تلتزم نيودلهي بذلك، فستواصل دفع رسوم جمركية ضخمة، وهي لا ترغب في ذلك."
لكنّ وزارة الخارجية الهندية نفت علمها بأي اتصال هاتفي بين الزعيمين، مؤكدةً أن أولويتها تبقى "حماية مصالح المستهلك الهندي" وسط تقلبات أسواق الطاقة العالمية.
ويُعدّ ملف النفط الروسي أحد أبرز بؤر التوتر بين واشنطن ونيودلهي، إذ ترى الإدارة الأميركية أنّ عائدات النفط تموّل الحرب الروسية في أوكرانيا، بينما تعتمد الهند على الخام الروسي كأحد مصادر الطاقة منخفضة الكلفة التي ساعدتها على استقرار أسعار الوقود محلياً رغم اضطراب الأسواق الدولية.
تشير البيانات إلى أنّ واردات الهند من النفط الروسي شكّلت نحو 36% من إجمالي وارداتها من الخام في عام 2024، ما أتاح لها توفير مليارات الدولارات من فواتير الطاقة. ومع ذلك، يقول مسؤولون في البيت الأبيض إنّ نيودلهي بدأت بالفعل خفض مشترياتها من النفط الروسي إلى النصف، بينما تنفي مصادر هندية حدوث أي تراجع ملموس في الكميات المستوردة.
ويأتي هذا السجال بعد أن فرضت الولايات المتحدة في أغسطس/آب الماضي رسوماً جمركية تصل إلى 50% على السلع الهندية، رداً على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي بأسعار مخفّضة.
ويرى مراقبون أن تهديدات ترامب تمثل اختباراً حقيقياً للعلاقة المعقّدة بين واشنطن ونيودلهي، إذ تسعى الهند إلى الموازنة بين حاجاتها الاقتصادية وتحالفاتها الإستراتيجية، في وقت تحاول فيه واشنطن إعادة رسم خطوط النفوذ الاقتصادي والطاقة في آسيا بعد الحرب الأوكرانية.