وزارة الصحة السورية تطلق عملية تطوير الإستراتيجية الوطنية للتغذية

أطلقت وزارة الصحة الأربعاء، خلال ورشة عمل عقدت في فندق البوابات السبع بدمشق، عملية تطوير الإستراتيجية الوطنية للتغذية متعددة القطاعات، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين، وذلك لوضع استجابة شاملة للتحديات الغذائية التي تواجهها البلاد.
جاء ذلك بمشاركة وزير المالية محمد يسر برنية، ومعاون وزير الصحة حسين الخطيب، وممثلين عن وزارات الخارجية والزراعة والطاقة، ومندوبين عن منظمات دولية.
وفي سياق تحديد حجم التحدي، كشفت المديرية عن إحصائيات صادمة، حيث أوضحت مديرة برنامج التغذية في مديرية الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة، هلا داود، أن "سبب وفيات الأطفال تحت عمر الـ 5 سنوات هو سوء التغذية بحسب منظمتي الصحة العالمية واليونيسف".
وأشارت داود إلى ارتفاع حصيلة الوفيات بشكل واضح من 17.6% إلى 28.7% بين إحصائية أجرتها الوزارة عام 2008 وأخرى في 2019. كما بينت أن "دراسة سمارت التي أجريت عامي 2019 و2023 أظهرت ارتفاع نسب سوء التغذية الحاد من 1.7% إلى 4.8%"، لافتة إلى أن "طفلاً من أصل 4 أطفال دون الخامسة يعانون من القزامة، الأمر الذي يؤثر في الملكات العقلية للطفل، وأن واحدة من أصل 3 سيدات يعانين من فقر الدم خلال سن الإنجاب".
وأكد وزير الصحة، مصعب العلي، في كلمة له رؤية الوزارة نحو "بناء نظام صحي متكامل ومعافى يوفر رعاية صحية عادلة ذات جودة متاحة وسهلة الوصول لجميع أفراد المجتمع ومن ضمنها التغذية الجيدة"، مشدداً على أن التغذية "ليست مجرد شأن طبي، بل هي قضية تنموية تتقاطع مع الأمن الغذائي، والمياه، والتعليم والحماية الاجتماعية، والتمويل".
وشدد العلي على أن "الوقاية كأولوية، فكل استثمار في التغذية الجيدة اليوم هو استثمار في قوة بشرية واقتصاد مزدهر غداً"، موضحاً ضرورة "تنسيق العمل المشترك والتعاون الوزاري والتركيز على الفئات الأكثر هشاشة، وخاصة الأطفال تحت سن الخامسة، والأمهات، والمجتمعات ذات الدخل المحدود".
من جهته، بيّن مدير التخطيط والتعاون الدولي بوزارة الصحة، زهير القراط، أن "نجاح أي خطة وطنية للتغذية يتطلب تكاملاً حقيقياً بين قطاعات الصحة والزراعة والمياه والتعليم والحماية الاجتماعية بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتنسيق الرؤى، ورسم خارطة طريق واضحة، تضع احتياجات السوريين في قلب الأولويات".
وحذر القراط من أن "الواقع الصحي والإنساني يفرض مسؤولية مضاعفة، في ظل النسب المرتفعة لسوء التغذية الحاد والمزمن، وخاصة بين الأطفال والنساء، وهو ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة"، داعياً إلى "وضع حلول مستدامة، وضمان وصولها إلى كل منطقة وكل أسرة محتاجة".
بدورها، حذّرت الممثلة القطرية لمنظمة اليونيسف، زينب آدم، من أن "جميع الإحصائيات تؤكد خطر انتشار سوء التغذية"، مؤكدة أن هذا "الأمر يتطلب العمل الحثيث بهدف تأمين مصادر مستمرة لغذاء الأطفال والأمهات من خلال توجيه الموارد والتشاركية بين مختلف القطاعات".
من جانبه، أكد مدير برنامج التغذية في منظمة اليونيسف، جون نتامبي، على "أهمية تحقيق الركائز الأساسية لبناء التغذية السليمة التي تتضمن النظام الغذائي، وتأمين الخدمات المناسبة والممارسات الجدية التي تضمن توفير الغذاء ووصوله بشكل مستدام"، مع التركيز على "موضوع الرضاعة الطبيعية وتقديم المغذيات وتأمين البيئة المناسبة".
وتعد هذه الورشة خطوة أساسية في مسيرة مواجهة التحديات الغذائية في سوريا، والسعي نحو مستقبل أكثر صحة وأماناً، والنهوض الاقتصادي والاجتماعي.