سارة جوهر تبهر جمهور الجونة بفيلم "هابي بيرث داي" .. قصة إنسانية مؤثرة

أكدت المخرجة المصرية سارة جوهر، أن ردود الأفعال على فيلمها القصير "هابي بيرث داي" تجاوزت كل التوقعات، و وصفت عرضه ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي بأنه "لحظة استثنائية" في مشوارها الفني.
في مقابلة خاصة ، عبّرت جوهر عن امتنانها العميق لما لقيه الفيلم من ترحيب واسع من جمهور المهرجان وصناع السينما، مؤكدة أن الجونة منح فيلمها مساحة لعرض سينما إنسانية تنطلق من الذات وتخاطب الآخر بصدق.
* عن الفيلم .. من الذات إلى الشاشة
فيلم "هابي بيرث داي" ليس مجرد قصة عيد ميلاد، بل رحلة شعورية وفكرية تسبر أغوار الطفولة والذاكرة، وتنطلق من تجربة شخصية مرّت بها المخرجة، مما جعل عملية إخراجه "رحلة نفسية معقّدة" أكثر منها مغامرة فنية.
وصرّحت سارة أن الأمومة كانت مصدرًا جوهريًا ألهمها في تشكيل مشاعر الفيلم وبنيته الدرامية، وأضافت أن الرؤية البصرية للفيلم تعتمد على رموز حميمية وتفاصيل دقيقة تفتح نوافذ لفهم العالم.
* بطلة صغيرة .. بموهبة كبيرة
حول اختيار الطفلة ضحى رمضان كبطلة للفيلم، قالت جوهر إنها تمتلك موهبة فطرية غير مصطنعة، و وصفتها بـ "الطفلة الذكية".
وأكدت أن تدريب الأطفال كان واحدًا من أصعب مراحل التحضير، إذ استغرق عامًا كاملًا من بناء الثقة والتواصل مع الأطفال وأمهاتهم، من خلال أنشطة تفاعلية مكثفة لخلق جو من الأمان النفسي أمام الكاميرا.
* الماء .. رمز التحول والولادة الجديدة
أوضحت المخرجة أن عنصر الماء في الفيلم لم يكن مجرد خلفية جمالية، بل يحمل رمزية عميقة تتعلّق بـ "النقاء، والتحوّل، والولادة من جديد".
كما أشارت إلى أن اختيار مواقع التصوير تم بعناية فائقة، لتخدم البُعد الداخلي للقصة وتدعم الحالة الشعورية التي أرادت إيصالها.
* دموع حقيقية على الشاشة
تحدّثت جوهر عن المشهد الأخير المؤثّر في الفيلم، والذي جمع بين البطلة الصغيرة والممثل البطل، وقالت إنها بكت فعلًا أثناء التصوير، وشاركت الطفلة مشاعرها لحظة بلحظة، ما أضفى على المشهد صدقًا مؤلمًا و واقعيًا.
* من الجونة إلى العالم
المخرجة الشابة عبّرت عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان الجونة السينمائي، والذي جاء تحت شعار "سينما من أجل الإنسانية"، مؤكدة أن فيلمها ينسجم تمامًا مع هذا الشعار من خلال معالجة موضوعات الطفولة، الغياب، والبحث عن الأمان.
واختتمت حديثها بالقول :
"فيلم (هابي بيرث داي) ليس عن عيد ميلاد فحسب، بل عن إعادة اكتشاف الذات في عالم صامت. كل عرض للفيلم بمهرجان جديد هو عيد ميلاد جديد لفكرة كنت أظنها صغيرة، لكنها في الحقيقة أكبر مني ومن الفيلم نفسه".
* عن سارة جوهر
تُعد سارة جوهر من أبرز الأسماء النسائية الصاعدة في السينما المصرية، عُرفت بأعمال قصيرة تحمل رؤية فكرية وإنسانية، وبقدرتها على الغوص في العالم الداخلي للشخصيات وتقديم سرد بصري حساس وعميق.