أسعار النفط تسجل مكاسب محدودة رغم الهجوم على "حماس" وضغوط ترامب الجمركية

شهدت أسواق النفط العالمية، الأربعاء 10 أيلول، ارتفاعاً متواضعاً في الأسعار مدفوعاً بعاملين جيوسياسيين، هما الهجوم الإسرائيلي على قادة حركة "حماس" في الدوحة وطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أوروبا فرض رسوم على مشتري النفط الروسي، إلا أن ضعف التوقعات الأساسية للسوق حدّ من حجم هذه المكاسب.
وسجلت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي زيادة بلغت 61 سنتاً (0.90%)، لتصل إلى 67 دولاراً للبرميل. بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" الأمريكي 60 سنتاً (0.96%)، لتسجل 63.23 دولاراً للبرميل.
جاء هذا الارتفاع امتداداً لمكاسب سابقة بلغت 0.6% عند التسوية يوم الثلاثاء، وذلك رداً على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة "حماس" في قطر، وهو ما اعتبره رئيس الوزراء القطري "تهديداً لعقد محادثات السلام". كما شكلت تصريحات ترامب دافعاً آخر، حيث ذكر مصدران أنه حث الاتحاد الأوروبي على "فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين والهند" ضمن استراتيجية للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتعد الصين والهند من المشترين الرئيسيين للنفط الروسي، ما ساعد في دعم خزائن موسكو منذ بدء غزوها لأوكرانيا عام 2022.
على الرغم من هذه العوامل، كانت استجابة الأسعار محدودة. حيث ارتفع الخامان بشكل حاد بنسبة 2% بعد الهجوم مباشرة، لكنهما تراجعا لاحقاً بعد أن أبلغت الولايات المتحدة قطر بأن مثل هذا الأمر "لن يتكرر على أراضيها".
ويعلق توني سيكامور، محلل السوق في آي.جي، على هذا الضعف قائلاً في مذكرة: "رد الفعل البسيط في أسعار النفط الخام على هذه الأنباء، إلى جانب الشكوك بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب عن احتمال تشديد العقوبات على مشتري النفط الروسي، يجعل النفط الخام عرضة لانخفاض الأسعار".
من ناحية، يرى محللو مجموعة بورصات لندن أن الإجراءات التجارية يمكن أن تدفع الأسعار للأعلى، مشيرين إلى أن: "توسيع نطاق الرسوم الجمركية لتشمل مشترين رئيسيين آخرين مثل الصين قد يؤدي إلى تعطيل صادرات النفط الخام الروسي وخلق نقص في المعروض العالمي، ما يشير إلى صعود محتمل في أسعار النفط".
غير أنهم يستدركون بالقول: "مع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين حول المدى الذي ستذهب إليه الإدارة، إذ يمكن أن تتعارض الإجراءات الصارمة مع الجهود الرامية للسيطرة على التضخم والتأثير على الفدرالي لخفض أسعار الفائدة".
ويترقب المتعاملون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يعزز النشاط الاقتصادي ويزيد الطلب على النفط.
لكن في المقابل، حذرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية من أن الأسعار العالمية ستتعرض لضغوط كبيرة في الأشهر المقبلة نتيجة ارتفاع المخزونات مع زيادة إنتاج منظمة أوبك وحلفائها، مما يعكس ضعفاً في الأساسيات الفعلية للسوق.