مظاهرات ضخمة في أمريكا والعالم ضد استبداد ترامب تحت شعار "لا للملوك"

شهدت مدن أميركية كبرى، في مقدمتها نيويورك وسان فرانسيسكو، مظاهرات حاشدة شارك فيها ملايين الأميركيين رفضًا لما وصفوه بـ "استبداد" الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، في واحدة من أضخم التعبئات الشعبية التي شهدتها البلاد منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
ونُظمت أكثر من 2700 مسيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها تحت شعار "لا للملوك"، في إشارة إلى رفض السياسات السلطوية التي يتهم بها ترامب، حيث أكد منظمو الاحتجاج أن هدفهم التصدي لما يعتبرونه تجاوزًا للدستور ومحاولة تحويل النظام الديمقراطي إلى حكم استبدادي.
* أكبر تعبئة منذ عودة ترامب ... ومسيرات في أكثر من 800 مدينة
منذ منتصف يوم أمس السبت، أكدت الحركة المنظمة أن الملايين شاركوا في احتجاجات سلمية في أكثر من 800 مدينة أميركية.
وفي مدينة نيويورك وحدها، سجلت شرطة المدينة مشاركة نحو 100 ألف شخص، وأفادت بعدم وقوع أي أعمال شغب أو تنفيذ اعتقالات.
وامتدت المظاهرات لتشمل العاصمة واشنطن، وبوسطن، وأتلانتا، وشيكاغو، ولوس أنجلوس، وبيتسبرغ، وحتى بلدات صغيرة مثل بيثيسدا في ضواحي واشنطن وساراسوتا بولاية فلوريدا.
وقالت شبكة CNN إن نحو 2500 احتجاج نُظم في مختلف أنحاء البلاد، بينما أكد أحد المتطوعين في نيويورك أن الحشود ملأت الشوارع بين ساحة التايمز وميدان يونيون ؛ وهي مسافة تمتد لعدة كيلومترات.
* "الرئيس يعتقد أن سلطته مطلقة ... لن نستسلم"
الحركة المنظمة التي تضم نحو 300 جمعية مدنية وحقوقية، بينها منظمة الحريات المدنية الكبرى ACLU، قالت إن "الرئيس يعتقد أن سلطته مطلقة، لكننا في أميركا لا نؤمن بالملوك".
وأضافت : "لن نسمح بإسكاتنا".
واتهمت الحركة ترامب بـ "نشر عملاء ملثمين في الشوارع لترهيب المجتمعات واعتقال الأشخاص دون أوامر قضائية"، مشيرة إلى أن إدارته "تهدد الانتخابات، وتعرض البيئة والصحة العامة للخطر، وتسمح لأثرياء بالتربح على حساب العائلات الأميركية التي تعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة".
* عرض عسكري في عيد ميلاده .. وتهديد المتظاهرين بالقوة
الموجة الاحتجاجية الأخيرة تُعد الأكبر منذ يونيو الماضي، حين نُظمت مسيرات مماثلة تزامنًا مع عيد ميلاد ترامب الـ 79، الذي احتُفل به بعرض عسكري ضخم جاب شوارع العاصمة واشنطن، ما أثار غضبًا واسعًا.
في ذلك الوقت، حذّر ترامب من الرد على الاحتجاجات بـ "قوة كبيرة جدًا"، في خطاب اعتبره خصومه تهديدًا مباشرًا لحرية التعبير.
* ردود سياسية نارية ... واتهامات بالإرهاب
من جهتهم، هاجم قادة الحزب الجمهوري هذه التعبئة، حيث وصف مايك جونسون، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، المسيرات بأنها "تعبئة كراهية ضد أميركا"، مضيفًا : "أراهن على أنكم سترون فيها أنصارًا لحماس وأنتيفا"، وهي حركة يسارية صنفها ترامب مؤخرًا كـ "منظمة إرهابية".
أما النائب الجمهوري توم إيمر، فاتهم الديمقراطيين بـ "الاستسلام للجناح الإرهابي داخل حزبهم"، بينما قال النائب الديمقراطي عن ولاية ميريلاند غلين آيفي إن هذه الحركة "ستلعب دورًا حاسمًا في مستقبل أميركا"، مؤكدًا مشاركته في المسيرات.
* نجوم الفن يدخلون الخط .. و روبرت دي نيرو يدعو إلى "انتفاضة سلمية"
دخل عدد من نجوم هوليوود على خط الاحتجاجات، أبرزهم الممثل الشهير روبرت دي نيرو، الذي دعا الأميركيين في مقطع فيديو إلى "الانتفاض سلميًا" ضد ما وصفه بـ "استبداد ترامب"، قائلاً : "ما يجري الآن لا يمثل أميركا التي نعرفها".
* "العدو في الداخل" .. وخلل في توازن الديمقراطية
ويرى متابعون أن عودة ترامب إلى الرئاسة أحدثت خللًا في توازن السلطات الأميركية، حيث اتُهم بتجاوز صلاحيات الكونغرس والولايات، وتهديد خصومه السياسيين بإجراءات انتقامية.
كما نشرت إدارته قوات عسكرية في معاقل ديمقراطية بحجة مكافحة الهجرة غير النظامية والجريمة، و دعا كبار ضباط الجيش إلى "التحرك ضد العدو في الداخل"، وهو تعبير أثار الجدل والتخوف من نوايا سلطوية.