رئيس الأركان الإسرائيلي زامير يعلّق على هجوم اللنبي ومقتل جنديين

في أعقاب عملية مسلحة دامية وقعت مساء أمس الخميس عند معبر جسر اللنبي ( الكرامة ) الحدودي بين الضفة الغربية والأردن، أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين، شدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير اليوم الجمعة، على أهمية الحفاظ على التعاون الأمني الاستراتيجي مع الأردن، واصفًا العلاقة بين الجانبين بأنها "بالغة الأهمية لأمن إسرائيل".

جاءت تصريحات زامير خلال جولة ميدانية قام بها إلى موقع الهجوم، حيث أجرى تحقيقًا أوليًا في مكان العملية، وأصدر تعليمات فورية بوقف مرور القوافل التجارية عبر المعبر حتى الانتهاء من التحقيق واستخلاص النتائج النهائية.

و وصف زامير الهجوم بأنه "حادث خطير ومروع"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي سيُجري تحقيقًا معمقًا في ملابساته، وسيستخلص الدروس اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات.

"في الأشهر الأخيرة، شكلنا فرقة مخصصة لحماية الحدود الشرقية، ونعمل على تعزيز كل مكونات الدفاع في هذه الجبهة. وعلى الرغم مما حدث، يجب أن نتذكر أن التعاون الأمني مع الأردن يشكل ركيزة أساسية في أمن إسرائيل ويجب الحفاظ عليه".

وبحسب الجيش الإسرائيلي وخدمات الطوارئ، فقد أدى الهجوم إلى مقتل عنصرين أمنيين في الجيش، أحدهما يبلغ من العمر نحو 20 عامًا والآخر نحو 60 عامًا، حيث توفيا لاحقًا متأثرين بجروحهما، بينما تم تحييد المهاجم في موقع العملية.

فيما أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن منفذ الهجوم هو المواطن عبد المطلب القيسي، دون أن توضح المزيد من التفاصيل حول دوافع العملية أو ظروفها.

يُعد معبر جسر اللنبي ( المعروف فلسطينيًا بـ"معبر الكرامة" ) أحد أهم نقاط العبور بين الأردن والأراضي الفلسطينية، وتسيطر إسرائيل على جانبه الغربي.

أُنشئ هذا المعبر لأول مرة كـجسر خشبي عام 1885، وأُعيد بناؤه عدة مرات بعد أن تعرض للتدمير بسبب فيضانات وحروب متكررة.

ويُستخدم المعبر بشكل أساسي من قبل الفلسطينيين للسفر إلى الخارج، سواء لأداء مناسك الحج والعمرة، أو عبر مطار الملكة علياء الدولي في الأردن.

كما يشكل شريانًا اقتصاديًا حيويًا للتجارة بين الأردن وإسرائيل.

يأتي هذا التصعيد وسط توترات أمنية تشهدها الحدود الشرقية لإسرائيل، مع تحذيرات متزايدة من اختراقات أمنية قد تعرقل التوازن الحساس بين تل أبيب وعمّان.

كما يتزامن الحادث مع تصريحات دولية وإقليمية تراقب عن كثب تطورات المشهد الأمني في الضفة الغربية والأردن.

ويُنتظر أن يكشف الجيش الإسرائيلي نتائج التحقيق الرسمي في الأيام المقبلة، في وقت تترقب فيه الأوساط السياسية والعسكرية انعكاسات العملية على العلاقات مع الأردن.