إسرائيل تصعّد في غزة .. غارات عنيفة وتوغل بري رغم خطة ترامب للسلام
30 سبتمبر 2025130 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط:
16
رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس عن خطة سلام جديدة لقطاع غزة، تواصلت الغارات الإسرائيلية المكثفة على مختلف مناطق القطاع، وسط تصعيد ميداني خطير وتقدم للدبابات الإسرائيلية نحو وسط مدينة غزة، ما يعكس تجاهلاً تاماً للمبادرات السياسية.
وأفاد مراسلون صحافيون أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت صباح اليوم سلسلة من الغارات الكثيفة مستخدمة "أحزمة نارية" على جنوب مدينة غزة، فيما كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه على المنازل في مناطق الجنوب والوسط والشمال، مستهدفاً مناطق مأهولة بالسكان.
في الوقت ذاته، جدّدت المدفعية الإسرائيلية قصفها على حي النصر غرب المدينة، وشمال مخيم النصيرات وسط القطاع، في استهداف يبدو أنه تمهيد لتقدم بري واسع.
* تقدم ميداني خطير : دبابات في شوارع غزة
في تطور ميداني لافت، تقدمت الدبابات الإسرائيلية من المحاور الشرقية والشمالية لمدينة غزة، وصولاً إلى شارع الجلاء الحيوي وسط المدينة.
كما توغلت القوات داخل شارع النصر، على مقربة من مستشفى الشفاء، أكبر المرافق الطبية في القطاع.
في المقابل، تحركت وحدات عسكرية إسرائيلية من الجهة الجنوبية باتجاه منطقة الجامعات، في ما يبدو أنه تحرك متكامل لفرض طوق عسكري كامل حول مستشفى الشفاء، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة في حال استهدافه أو قطع الإمدادات عنه.
* أزمة غذائية خانقة .. والمجاعة تطرق أبواب غزة
في السياق الإنساني، حذّر نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، كارل سكاو، من أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قد يدخلون في مجاعة خلال أسابيع قليلة، إذا لم تتم زيادة الإمدادات الغذائية بشكل عاجل وكبير.
وفي مقابلة مع قناة "سي بي سي" الكندية، أوضح سكاو أن ما لا يزيد عن 100 شاحنة محملة بالطعام تدخل القطاع يومياً فقط، معتبراً هذا العدد "قطرة في بحر"، ولا يلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان.
ويُذكر أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) كانت قد أكدت قبل أسبوعين أن نحو 1.4 مليون فلسطيني في القطاع يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.
كما سجّل "التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية" إعلان المجاعة رسمياً في غزة لأول مرة الشهر الماضي.
حصار خانق ونزوح جماعي
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 بين إسرائيل وحركة حماس، تفرض إسرائيل حصاراً خانقاً على قطاع غزة، حيث أغلقت معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ومنعت دخول الوقود والمساعدات باستثناء كميات محدودة للغاية.
كما أدّت العمليات العسكرية إلى نزوح جماعي للسكان من مدينة غزة نحو الجنوب، مع تحذيرات أممية متكررة من عدم وجود أماكن آمنة للمدنيين وسط استمرار القصف.
* في الخلفية : خطة ترامب للسلام تُقابل بتصعيد عسكري
وفيما كانت الأنظار تتجه أمس إلى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "خطة سلام لقطاع غزة"، استمرت الآلة العسكرية الإسرائيلية في التصعيد، ما ألقى بظلال من الشك على جدية تنفيذ الخطة أو التزام الأطراف بها.
وتزامناً مع الخطة، هاجم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الخطة، واعتبرها "فشلاً دبلوماسياً مدوياً"، في إشارة إلى الرفض الإسرائيلي لبعض بنودها المتعلقة بإعادة الإعمار أو منح الفلسطينيين نفوذاً سياسياً في القطاع.
* الوضع الإنساني على شفير الانهيار
مع استمرار الغارات والتوغل البري، وتضييق الخناق على المراكز الطبية والإنسانية، يتجه قطاع غزة نحو انهيار إنساني شامل، وسط عجز المنظمات الدولية عن الوصول إلى مناطق النزاع أو إيصال المساعدات، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ الصراع.