إسرائيل تغتال قائد سرايا القدس في غزة رغم وقف إطلاق النار

في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم السبت، أنه نفّذ غارة جوية دقيقة على هدف في منطقة النصيرات بوسط قطاع غزة، استهدفت ناشطاً في حركة الجهاد الإسلامي قال إنه كان يخطط لتنفيذ هجوم وشيك ضد قواته.
وأكدت مصادر أن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن اغتيال قائد لواء الوسطى في سرايا القدس _الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي_ ويدعى أبو القسم عبد الواحد.
ويُعد هذا الاستهداف الأبرز منذ دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري.
وجاء هذا التطور بعد ساعات من بيانٍ أصدره الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، اتهم فيه إسرائيل بارتكاب خروقات واضحة لبنود وقف إطلاق النار، مؤكداً أن تلك الانتهاكات تشمل القتل اليومي، والحصار المستمر، وتقييد دخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى عدم فتح معبر رفح.
وأشار قاسم إلى أن القوات الإسرائيلية تواصل عمليات التدمير والنسف في المنازل والأحياء السكنية، خصوصاً في شرق قطاع غزة، معتبراً ما يجري انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف الحرب، و داعياً الوسطاء الإقليميين والدوليين إلى الضغط على إسرائيل لوقف هذه الخروقات فوراً.
وفي سياق متصل، كشف مصدر إسرائيلي أن الولايات المتحدة هي من تدير حالياً ملف غزة بشكل مباشر، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح مقيداً بالتحركات الأميركية ضمن ما يسمى بـ "خطة غزة" التي طرحها ترامب.
وكانت المرحلة الأولى من خطة غزة قد دخلت حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري، لكنها لا تزال هشة بحسب مراقبين، بعد سلسلة من الاختراقات الميدانية التي شهدتها الأيام الماضية.
و وفقاً للمصادر، تضغط الإدارة الأميركية الآن للانطلاق في المرحلة الثانية من الخطة، التي تركز على إعادة إعمار القطاع ونشر قوات دولية عربية وإسلامية لتأمين الأوضاع الميدانية، تمهيداً لإعادة هيكلة الأجهزة الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية بإشراف هيئة دولية.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ دخل فيه فريق مصري متخصص إلى غزة للمشاركة في عمليات استخراج جثث الرهائن الذين سقطوا خلال المواجهات الأخيرة، في مؤشر على تزايد الدورين الإنساني والسياسي للقاهرة في إدارة الأزمة.
وبينما تترقب المنطقة ما ستؤول إليه المرحلة التالية من خطة ترامب، تظل الأوضاع في غزة على صفيح ساخن، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى انهيار كامل لاتفاق وقف النار الهش الذي لم يصمد سوى أسابيع قليلة.