تسريبات "عربات جدعون" تكشف أزمة إسرائيل الداخلية
8 سبتمبر 2025170 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
كشفت وثيقة مسربة من الجيش الإسرائيلي النقاب عن عمق الأزمة الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل في غزة، حيث اعترف رئيس جهاز التدريب في القوات البرية، العميد غاري هازوت، بـ"الفشل الكامل" لعملية "عربات جدعون" في تحقيق أهدافها المعلنة، سواء باستعادة الرهائن أو هزيمة حماس.
هذا الاعتراف الرسمي، وإن كان متأخراً، يمثل مؤشراً على تصدع الرواية الإسرائيلية الرسمية، ويكشف عن شرخ عميق بين المستويين العسكري والسياسي في إدارة الحرب. التسريب المُتعمّد للوثيقة يشير إلى معركة خفية داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث يحاول رئيس الأركان إيال زامير الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتجنب استنزاف مزيد من القوات في معركة يرى قادتها العسكريون أنها غير مجدية.
الوثيقة المسربة تلفت إلى إشكاليات جوهرية في إدارة العملية مثل غياب الإطار الزمني المحدد للأهداف العسكرية والأولوية المطلقة لأمن الجنود على حساب التقدم الميداني وفشل التخطيط لإدارة ملف المساعدات الإنسانية وعدم ملاءمة الأساليب القتالية لأسلوب مقاومة حماس. هذه الثغرات تفسر لماذا فشلت واحدة من أكبر العمليات العسكرية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها، رغم التفوق العسكري الساحق.
الأكثر إثارة للاهتمام في الوثيقة هو اعترافها بأن الهدف الحقيقي للمرحلة الثانية من العملية كان "ردع حماس للتوصل إلى وقف إطلاق نار"، وليس الهزيمة العسكرية كما كان يُعلن. هذا الكشف يضع المسؤولية على عاتق المستوى السياسي الذي قدّم أهدافاً غير واقعية، بينما كان الجيش يعلم بحدود قدراته.
في محاولة لصرف الأنظار عن الفشل في غزة، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية خارجياً، مستهدفة شخصيات مدنية في اليمن وسوريا ولبنان. هذه الضربات، رغم دقتها التقنية، لا تخفي حقيقة أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق السيطرة الكاملة على غزة بعد عامين من القتال.
الخلاف بين زامير ونتنياهو تجاوز الخلافات التكتيكية إلى مواجهة مباشرة، حيث عارض رئيس الأركان بدء المرحلة الثانية من "عربات جدعون" ووصل الخلاف إلى حد التهديد بالاستقالة. هذه الانقسامات تعكس أزمة ثقة في القيادة السياسية التي تتهم باستمرار الحرب لأسباب سياسية داخلية.
الواضح أن إسرائيل تواجه معضلة وجودية: الاستمرار في حرب استنزاف غير مجدية، أو البحث عن مخرج سياسي قد يبدو بمثابة اعتراف بالهزيمة. الخيار الثاني يبدو الأصعب في ظل الانقسام السياسي الداخلي والضغوط الدولية المتزايدة.
تكشف وثيقة "عربات جدعون" أن الحرب في غزة لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل أصبحت معركة داخلية حول هوية إسرائيل ومستقبلها، حيث تتصارع رؤى مختلفة لمخرج من الأزمة التي تهدد بتآكل الشرعية الداخلية والدولية للدولة العبرية.
هذا الاعتراف الرسمي، وإن كان متأخراً، يمثل مؤشراً على تصدع الرواية الإسرائيلية الرسمية، ويكشف عن شرخ عميق بين المستويين العسكري والسياسي في إدارة الحرب. التسريب المُتعمّد للوثيقة يشير إلى معركة خفية داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث يحاول رئيس الأركان إيال زامير الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتجنب استنزاف مزيد من القوات في معركة يرى قادتها العسكريون أنها غير مجدية.
الوثيقة المسربة تلفت إلى إشكاليات جوهرية في إدارة العملية مثل غياب الإطار الزمني المحدد للأهداف العسكرية والأولوية المطلقة لأمن الجنود على حساب التقدم الميداني وفشل التخطيط لإدارة ملف المساعدات الإنسانية وعدم ملاءمة الأساليب القتالية لأسلوب مقاومة حماس. هذه الثغرات تفسر لماذا فشلت واحدة من أكبر العمليات العسكرية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها، رغم التفوق العسكري الساحق.
الأكثر إثارة للاهتمام في الوثيقة هو اعترافها بأن الهدف الحقيقي للمرحلة الثانية من العملية كان "ردع حماس للتوصل إلى وقف إطلاق نار"، وليس الهزيمة العسكرية كما كان يُعلن. هذا الكشف يضع المسؤولية على عاتق المستوى السياسي الذي قدّم أهدافاً غير واقعية، بينما كان الجيش يعلم بحدود قدراته.
في محاولة لصرف الأنظار عن الفشل في غزة، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية خارجياً، مستهدفة شخصيات مدنية في اليمن وسوريا ولبنان. هذه الضربات، رغم دقتها التقنية، لا تخفي حقيقة أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق السيطرة الكاملة على غزة بعد عامين من القتال.
الخلاف بين زامير ونتنياهو تجاوز الخلافات التكتيكية إلى مواجهة مباشرة، حيث عارض رئيس الأركان بدء المرحلة الثانية من "عربات جدعون" ووصل الخلاف إلى حد التهديد بالاستقالة. هذه الانقسامات تعكس أزمة ثقة في القيادة السياسية التي تتهم باستمرار الحرب لأسباب سياسية داخلية.
الواضح أن إسرائيل تواجه معضلة وجودية: الاستمرار في حرب استنزاف غير مجدية، أو البحث عن مخرج سياسي قد يبدو بمثابة اعتراف بالهزيمة. الخيار الثاني يبدو الأصعب في ظل الانقسام السياسي الداخلي والضغوط الدولية المتزايدة.
تكشف وثيقة "عربات جدعون" أن الحرب في غزة لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل أصبحت معركة داخلية حول هوية إسرائيل ومستقبلها، حيث تتصارع رؤى مختلفة لمخرج من الأزمة التي تهدد بتآكل الشرعية الداخلية والدولية للدولة العبرية.