فرنسا في مواجهة أزمة سياسية: ماكرون يعيد تعيين لوكورنو لتشكيل حكومة جديدة

أعلن قصر الإليزيه مساء اليوم الجمعة إعادة تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسًا للوزراء، مع تكليفه بتشكيل حكومة جديدة في محاولة لاحتواء حالة عدم الاستقرار السياسي المتصاعدة في البلاد.
تصريحات لوكورنو بعد التعيين
قال لوكورنو في بيان عقب الإعلان إنه يقبل المهمة "بدافع الواجب"، مؤكدًا عزمه على إقرار الموازنة العامة قبل نهاية العام ومعالجة القضايا اليومية للمواطنين. وأضاف عبر منصة "إكس": "يجب وضع حدٍّ لهذه الأزمة السياسية التي تُرهق الفرنسيين، وإنهاء حالة عدم الاستقرار التي تسيء إلى صورة فرنسا ومصالحها."
أولويات الحكومة المقبلة
حدّد لوكورنو عددًا من الشروط الضرورية لإنجاح مهمته:
فتح جميع الملفات المثارة خلال المشاورات الأخيرة للنقاش البرلماني، وتمكين النواب وأعضاء مجلس الشيوخ من ممارسة مسؤولياتهم كاملة.
جعل إصلاح المالية العامة أولوية وطنية لضمان مستقبل وسيادة البلاد.
إلزام أعضاء الحكومة الجديدة بالتركيز على مهامهم التنفيذية وعدم الانشغال بالطموحات الرئاسية لعام 2027.
تشكيل فريق حكومي جديد يعكس التجديد والتنوع في الكفاءات.
وختم لوكورنو قائلاً: "سأبذل كل ما في وسعي لإنجاح هذه المهمة."
أصل الأزمة السياسية
قدّم لوكورنو استقالته قبل أيام، بعد 28 يومًا فقط من تعيينه، نتيجة إدراكه نية البرلمان إسقاط الحكومة وعدم دعم مشروع الموازنة.
تشهد فرنسا منذ إعادة انتخاب ماكرون في 2022 حالة من عدم الاستقرار السياسي المتزايد، حيث تعاقب على رئاسة الحكومة خمسة رؤساء وزراء خلال هذه الفترة، كان آخرهم فرانسوا بايرو الذي استقال بعد تصويت البرلمان بحجب الثقة عن حكومته بسبب اعتراضات واسعة على خطط للتقشف الاقتصادي.
وتصف وسائل الإعلام الفرنسية الوضع الحالي بأنه غير مسبوق منذ عقود، محذرة من أن عدم قدرة الإليزيه على التفاهم مع القوى المعارضة قد يؤدي إلى مزيد من الانقسام والشلل السياسي في البلاد.