طائرات مسيرة تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ وتُلغى عشرات الرحلات

شهد مطار ميونخ الدولي فوضى غير مسبوقة مساء أمس الخميس، بعد رصد عدة طائرات مسيرة أثارت حالة طوارئ في مراقبة الحركة الجوية، مما اضطر المسؤولين إلى تعليق العمليات بشكل كامل.

وأعلنت إدارة المطار في بيان رسمي صباح الجمعة أن تعليق الرحلات بدأ منذ الساعة 10:18 مساءً (بتوقيت غرينتش) يوم الخميس، وأسفر عن إلغاء 17 رحلة جوية، وتأجيل سفر حوالي 3000 مسافر.

كما تم تحويل 15 رحلة جوية قادمة إلى مطارات بديلة في شتوتغارت، نورمبرغ، فيينا وفرانكفورت.

وأكدت الشرطة الألمانية في وقت مبكر من صباح اليوم إلغاء نحو 20 رحلة إضافية عقب رصد طائرات مسيرة تحلق بالقرب من المطار ثم فوق أرضه، مما دفع إلى إغلاق مدارج المطار كإجراء احترازي.

فرق الشرطة المحلية والاتحادية نفذت عمليات تفتيش واسعة، لكنها لم تتمكن من العثور على أي طائرات مسيرة أو أشخاص مشبوهين.

ويأتي هذا الحدث كأحدث اضطراب في حركة الطيران الأوروبية، بعد إغلاقات مؤقتة في مطارات الدنمرك والنرويج الأسبوع الماضي بسبب تهديدات مشابهة.

وتعكس هذه الحوادث تصاعد التوترات الأمنية حول الطائرات المسيرة التي بدأت تهدد المواقع المدنية والعسكرية في ألمانيا ودول أخرى.

وفي ظل هذه التطورات، شدد وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت على ضرورة إيجاد "ردود جديدة وفعالة" للتعامل مع التهديدات الهجينة للطائرات المسيرة، بما في ذلك إمكانية إسقاطها لمنع المزيد من الاضطرابات.

وفي سياق متصل، تتصاعد المخاوف الأوروبية من تورط جهات خارجية في هذه العمليات، حيث ألمحت دول مثل بولندا والدنمارك إلى احتمالية وجود دور روسي في خلق هذه الأزمات الأمنية.

وخلال الأزمة، قدم مطار ميونخ خدمات دعم للركاب المتضررين، شملت توفير الأسرّة، الأغطية، والمشروبات والوجبات الخفيفة، في محاولة لتخفيف وقع الإلغاء والتأخير.

هذه الحادثة تؤكد على الحاجة الملحة لتعزيز أنظمة المراقبة والدفاع في المطارات الأوروبية، وسط تصاعد التهديدات التي تتحدى أمن الطيران المدني وتعرقل حركة الملاحة الجوية في المنطقة.