الذكاء الاصطناعي.. “الأكسجين المؤقت” الذي يُبقي الاقتصاد العالمي على قيد الحياة
25 أكتوبر 2025142 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
كشف تحليل لوكالة بلومبيرغ إيكونوميكس أن الذكاء الاصطناعي بات يشكل المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي العالمي في المدى القصير، لكنه في الوقت نفسه يستهلك موارد هائلة من رأس المال والطاقة والعمالة، مما قد يؤدي إلى تباطؤ القطاعات الإنتاجية التقليدية على المدى الطويل.
ويشير التقرير إلى أن الزخم الكبير في تمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي يُخفي وراءه ضعفًا هيكليًا في الاستثمار الصناعي الحقيقي، خاصة في مجالات التصنيع والبناء والطاقة، حيث تحولت السيولة والاستثمارات نحو بناء بنى تحتية رقمية ومراكز بيانات ضخمة.
“الذكاء الاصطناعي يلتهم الأكسجين الاقتصادي”
يقول جون إنغل، الرئيس التنفيذي لشركة ويسكو إنترناشونال، إن الذكاء الاصطناعي “يلتهم الأكسجين في الغرفة الاقتصادية بأكملها”، مشيرًا إلى أن الشركات التي لم تدخل سباق التقنية “تجد نفسها على الهامش، دون فرص حقيقية للنمو”.
طفرة مالية تخفي هشاشة اقتصادية
ووفقًا لتقديرات بلومبيرغ، سيبلغ الإنفاق العالمي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي نحو 4 تريليونات دولار بحلول عام 2030، في حين تبقى مؤشرات الاستثمار في القطاعات الإنتاجية “راكدة بشكل مقلق”.
وأوضحت ريبيكا باترسون، الخبيرة الاقتصادية وكبيرة المخططين السابقة في صندوق بريدج ووتر أسوشييتس، أن الاقتصاد الأميركي “لولا طفرة الذكاء الاصطناعي لكان في حالة ركود فعلي أو نمو شبه صفري”، مؤكدة أن “النمو الظاهر يعتمد على قطاع واحد لا يمكنه وحده حمل الاقتصاد بأكمله”.
شركات التكنولوجيا تقود نموًا “وهميًا”
وتشير بلومبيرغ إلى أن الشركات الكبرى مثل غوغل، وأمازون، وميتا، ومايكروسوفت تضخ ما بين 400 و600 مليار دولار سنويًا في تطوير الخوادم والحوسبة السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما يُترجم في الناتج المحلي الإجمالي بزيادة مؤقتة تصل إلى 1.5 نقطة مئوية العام المقبل.
لكن التقرير يحذر من أن هذا النمو “قد يكون وهميًا وغير مستدام”، إذ يتركز في قطاع ضيق لا يخلق وظائف كافية في الاقتصاد الحقيقي، بينما تظل ثقة المستهلكين في مستويات منخفضة مشابهة لتلك التي أعقبت الأزمة المالية العالمية في 2008.
ويخلص التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي “أصبح بمثابة الأكسجين الصناعي الذي يبقي الاقتصاد حيًا في الوقت الراهن، لكنه ليس بديلًا عن القلب الإنتاجي الحقيقي الذي يضمن النمو المستدام”.