عبدي يعلن عن توجيه لجنة عسكرية إلى دمشق لبحث آليات الاندماج في الجيش السوري

في تطور جديد على المسارين الأمني والسياسي، كشف قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، عن تشكيل لجنة عسكرية ستتوجه قريباً إلى دمشق لبحث آليات الاندماج ضمن الجيش السوري، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تمثل بداية جديدة في مسار توحيد المؤسسة العسكرية.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها عبدي في احتفال بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس قواته، حيث قال: "إن اللجنة ستناقش تفاصيل وآليات دمج قسد في الجيش الوطني السوري"، مضيفاً أن "وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للقوات ستواصل مهامها في ملاحقة تنظيم داعش في مختلف أنحاء البلاد، بالتنسيق مع السلطات السورية."
وفي إطار تسريع هذه الخطوات، أعلن وزير الدفاع السوري، اللواء مرهف أبو قصرة، عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع قائد "قسد". ونقلت وكالات الأنباء عن أبو قصرة قوله في منشور على منصة "إكس": "التقيت بالسيد مظلوم عبدي واتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار في جميع المحاور ونقاط الانتشار العسكرية في شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ التنفيذ فوراً."
هذه التطورات جاءت على خلفية لقاء عقده الرئيس السوري، أحمد الشرع، في دمشق مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، وقائد القيادة الوسطى الأميركية، الأدميرال براد كوبر، بحضور عدد من كبار المسؤولين السوريين.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية أن اللقاء "تناول تنفيذ اتفاق العاشر من آذار الماضي بين الحكومة السورية و"قسد"، بما يضمن صون وحدة الأراضي السورية وسيادتها الوطنية"، مشيراً إلى أن "الجانبين أكدا ضرورة تطبيق الاتفاق بصورة متكاملة تحافظ على الأمن والاستقرار في الشمال الشرقي وتُهيئ لمرحلة سياسية جديدة قائمة على الشراكة الوطنية."
وحضر الاجتماع وزير الخارجية، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة، حسين السلامة، حيث جرى بحث "الملفات الأمنية والعسكرية في شمال وشرق سوريا، وسبل ضبط الأوضاع الميدانية ومنع التصعيد."
من جهته، وصف المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس براك، لقاءاته مع الرئيس الشرع ومظلوم عبدي بأنها كانت "رائعة وبنّاءة". وأكد براك في تصريحات نقلتها قناة "العربية" أن "الجانبين اتفقا على تثبيت وقف إطلاق النار وتعزيز الثقة بين الأطراف السورية."
وأشار براك إلى أنه "ناقش مع الرئيس الشرع آليات تنفيذ اتفاق العاشر من آذار بصورة تضمن نجاح عملية الدمج والاستقرار في الشمال الشرقي"، مؤكداً أن "الأمور تسير في الاتجاه الصحيح نحو ترسيخ التهدئة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف السورية كافة."
يذكر أن المبعوث الأميركي براك والأدميرال كوبر كانا قد عقدا في وقت سابق سلسلة اجتماعات في شمال شرقي سوريا مع مظلوم عبدي وعدد من القادة المحليين، ركزت على تسريع تنفيذ بنود اتفاق العاشر من آذار مع دمشق.