ماذا بعد الدوحة.. هل تجرّ إسرائيل المنطقة إلى مواجهة كارثية مع تركيا؟
September 11, 202570 צפיותזמן קריאה: 2 דקות

גודל גופן:
16
أثار الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة، وما تبعه من إدانات إقليمية ودولية واسعة، جدلاً متصاعداً داخل الأوساط الإسرائيلية بشأن الخطوة التالية التي قد تُقدم عليها حكومة بنيامين نتنياهو.
صحيفة هآرتس العبرية نشرت مقالة حادة حذرت فيها من أن أنقرة قد تكون الهدف المقبل لإسرائيل، في ظل توترات متنامية مع تركيا على خلفية نشاط حركة حماس. المقال الذي جاء تحت عنوان «تركيا قد تكون الهدف التالي لإسرائيل بعد قطر.. العواقب كارثية» اعتبر أن أي مواجهة مع أنقرة ستفوق مخاطرها بأضعاف تلك المترتبة على استهداف قطر.
ويربط كاتب المقال بين الغارة على الدوحة وبين إعلان جهاز الشاباك مؤخراً إحباط محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، نُسبت إلى خلية تابعة لحماس انطلقت من الأراضي التركية. ورغم أن أنقرة نفت أي صلة بالحادثة، إلا أن تساؤلات تتصاعد داخل إسرائيل حول مدى الدعم الذي تحظى به حماس في إسطنبول، حيث يُعتقد أنها تدير مكاتب للتنسيق والتمويل تحت حماية مباشرة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتشدد الصحيفة على أن تركيا تختلف جذرياً عن قطر؛ فهي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو، إلى جانب نفوذها الممتد في سوريا وليبيا وشرق المتوسط. أي مواجهة عسكرية معها قد تتحول سريعاً – بحسب المقال – من نزاع محدود إلى صراع إقليمي واسع النطاق، بما يهدد مكانة إسرائيل الدولية ويفقدها دعم حلفائها الغربيين.
ويضيف المقال أن التدهور في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة بلغ ذروته منذ خريف 2023، مع إقدام تركيا على إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران الإسرائيلي في أغسطس 2025 ووقف التعاون الاقتصادي، احتجاجاً على ما وصفته بـ«الإبادة الجماعية في غزة». كما أن الرئيس أردوغان وصف الغارة الإسرائيلية على قطر بأنها «انتهاك للقانون الدولي»، متعهداً بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وبينما أشارت تقارير في التايمز أوف إسرائيل إلى أن تل أبيب كانت قد أجّلت عملية مشابهة في تركيا تجنباً لاصطدام مباشر مع الناتو، يرى مراقبون أن الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو قد تدفعها للمغامرة بفتح جبهة جديدة.
الهجوم على الدوحة الذي وقع في 9 سبتمبر وأسفر عن مقتل ستة أشخاص – بينهم نجل القيادي في حماس خليل الحية وعضو في الأمن القطري – كان بمثابة إنذار مبكر على خطورة التصعيد. فهل تتجه إسرائيل بعده إلى مواجهة أوسع مع تركيا، بما تحمله من تداعيات عسكرية وجيوسياسية قد تعصف باستقرار المنطقة بأسرها؟