الذهب يحلق فوق 4200 دولار بدفع التوترات التجارية وتوقعات الفائدة

حطم الذهب الأرقام القياسية مجدداً اليوم الأربعاء، مع صعود المؤشرات إلى مستويات غير مسبوقة تتجاوز 4200 دولار للأونصة، في مشهد يعكس اتجاه المستثمرين بقوة نحو الملاذات الآمنة. يأتي هذا الأداء الاستثنائي وسط موجة من التوترات التجارية المتجددة بين الولايات المتحدة والصين، وتعزيز التوقعات بقدوم تخفيف نقدي من الاحتياطي الفيدرالي.
وفي تفاصيل التداولات، قفز الذهب في المعاملات الفورية إلى 4200.05 دولار للأونصة، محققاً مكاسب بلغت 1.4%. كما صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم كانون الأول إلى 4217.50 دولار بنسبة ارتفاع 1.3%. وبهذه القفزة الجديدة، يعزز المعدن النفيس مسيرته الصاعدة التي حقق خلالها ارتفاعاً بنحو 55% منذ بداية العام، بعد أن سجل مستوى قياسياً قريباً من هذا المستوى أمس الثلاثاء عند 4179.48 دولاراً.
ويأتي هذا الصعود القياسي مدفوعاً بمزيج من العوامل المواتية، حيث تتصدر التوترات التجارية المتجددة بين القوتين الاقتصاديتين الولايات المتحدة والصين قائمة المحفزات. وقد زادت حدة هذه التوترات بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلن فيها أن واشنطن تدرس تقليص بعض العلاقات التجارية مع بكين، بما في ذلك واردات زيت الطهي، وذلك في أعقاب قيام الجانبين بفرض رسوم موانئ متبادلة.
وفي سياق موازٍ، تدعم التوقعات بقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض جديد لأسعار الفائدة اتجاه الطلب القوي على الذهب. وقد أكد جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، في تصريحات أمس أن قرارات معدلات الفائدة ستُتخذ على أساس "كل اجتماع على حدة"، معرباً عن أن الاقتصاد الأمريكي "قد يكون على مسار أكثر استقراراً مما كان متوقعاً" رغم ضعف سوق العمل.
ويترقب المستثمرون الآن اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل هذا الشهر، حيث يتوقعون خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال خفض مماثل في كانون الأول. هذا المشهد النقدي المرن، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية من الذهب والتدفقات القوية من صناديق الاستثمار المتداولة، يخلق بيئة مثالية لاستمرار تألق المعدن الأصفر كخيار استثماري آمن في ظل ظروف عدم اليقين السائدة.