في خطوة إنسانية جديدة تعكس عمق التعاون بين السعودية وبريطانيا، أُعلن عن إطلاق مبادرة مشتركة بقيمة 10 ملايين دولار لمكافحة الكوليرا في اليمن، يستفيد منها قرابة 3.5 مليون يمني في المحافظات الأكثر تضررًا من تفشي المرض.
الإعلان جاء في العاصمة البريطانية لندن، حيث وقّع الدكتور عبد اللّٰـه الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، و وزيرة شؤون التنمية الدولية البريطانية جيني تشابمان، بيانًا مشتركًا لتوسيع نطاق الاستجابة الطارئة.
المبادرة تتضمن مساهمة سعودية بقيمة 5 ملايين دولار تُقدَّم إلى منظمة الصحة العالمية، فيما تقدم بريطانيا 5 ملايين أخرى لصالح منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف".
وتأتي هذه الخطوة في محاولة جادة لسد فجوة تمويلية تبلغ نحو 20 مليون دولار، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى أن اليمن لا يزال يتحمل العبء الأكبر من حالات الكوليرا على مستوى العالم، مسجلًا ما يقارب 249,900 حالة مشتبه بها و861 وفاة في أحدث تقاريرها.
وسيتولى كل من مركز الملك سلمان للإغاثة ومنظمة الصحة العالمية تنفيذ تدخلات صحية عاجلة تشمل مجالات التنسيق، والاستجابة السريعة، والمختبرات، وإدارة الحالات، ومكافحة العدوى، إلى جانب دعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والتوعية المجتمعية وتوزيع لقاحات الكوليرا الفموية.
وفي المقابل، ستركز مساهمة بريطانيا عبر اليونيسيف على تعزيز خدمات المياه والنظافة الصحية في المناطق الملوثة والأكثر عرضة للخطر.
تأتي هذه المبادرة في ظل استمرار الجهود الإغاثية السعودية الداعمة لليمن، في مشهد يؤكد التزام المملكة بمسؤولياتها الإنسانية تجاه الشعوب المتضررة، وتعاونها الوثيق مع شركائها الدوليين للحد من الأزمات الصحية المتفاقمة، وتحسين جودة الحياة في مناطق النزاع.