تحرك جوي غير مألوف: عشرات صهاريج التزود الأمريكية تتجه إلى قاعدة العديد

كشفت بيانات أجهزة تتبع الرحلات المفتوحة المصدر عن حركة غير اعتيادية لطائرات التزود بالوقود الأمريكية من طراز KC-135 Stratotanker وKC-46A Pegasus، حيث توجهت عشرات الطائرات يوم 30 سبتمبر 2025 نحو قاعدة العديد الجوية في قطر، ما أثار تكهنات واسعة حول احتمال تحضير لعمل عسكري ضد إيران.
سجلت السجلات تحركات مكثفة تضمنت عمليات إعادة توجيه لطائرات انطلقت من قواعد بريطانية مثل رايف ميلدنهال، والتي أعيد توجيه بعضها إلى قاعدة بريستويك بسبب ظروف جوية قبل إقلاعها عبر المحيط نحو الشرق الأوسط. يُعد هذا من أكبر نشرات طائرات التزود خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع مراقبين إلى اعتبار النشر أكثر من مجرد مناورة روتينية.
تزامن هذا الانتشار مع انعقاد قمة عسكرية رفيعة المستوى في قاعدة كوانتيكو الأمريكية وتصاعد التوترات الإقليمية مع طهران، مما غذى التكهنات بأن الولايات المتحدة أو حلفاءها قد يكونون في طور التحضير لعمليات تشغيلية. ولم يصدر البنتاغون حتى الآن تعليقاً رسمياً يوضح أهداف أو نطاق هذه الحركة.
تُعتبر طائرات KC-135 وKC-46A عناصر حيوية للدعم الجوي طويل المدى، إذ تتيح للمقاتلات والقاذفات تمديد مدى طيرانها وتنفيذ ضربات بعيدة المدى. ويشير انتشار هذه الناقلات صوب قاعدة العديد — المقر الأمامي لقيادة CENTCOM — إلى إمكانية تحضير لعمليات تتطلب قدرة لوجستية وجوية متقدمة.
ويذكر مراقبون أن عمليات نشر مماثلة لطائرات التزود سبق أن رافقت ضربات أمريكية سابقة في المنطقة، ما يزيد من حساسية الموقف ويضاعف مخاوف دول الخليج المجاورة. كما أثرت الحوادث الأخيرة في مضيق هرمز وزيادة تجارب الصواريخ الإيرانية على مناخ القلق بين الحلفاء الإقليميين.
على الصعيد السياسي، تتقاطع هذه التحركات مع لقاءات دبلوماسية ولقاءات أمنية رفيعة، منها استضافة اجتماعات مع قادة إسرائيليين ومسؤولين عسكريين كبار، ما يعطي الزخم إلى فرضية وجود تنسيق استراتيجي أوسع. ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً ما إذا كان هذا النشر تمهيداً لعمل عسكري فعلي أم استعراض قوة يهدف إلى الردع.
في وقت متصل، صرح وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث بأن وزارة البنتاغون تتبنى نهجاً عملياً يقوم على "الاستعداد للحرب" لحفظ السلام، مؤكداً أن مهمات جديدة ستركز على الجهوزية والقدرة القتالية. وتقول مصادر دبلوماسية وعسكرية إن الموقف سيظل محل رصد دقيق ريثما يصدر توضيح رسمي من واشنطن بشأن نواياها وخططها العملياتية.