ترامب وبكين .. هل تصبح الصين شريك واشنطن ضد موسكو ؟

في تطور لافت على الساحة الدولية، انطلقت صباح اليوم السبت في كوالالمبور جولة جديدة من المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وسط أجواء سياسية واقتصادية مشحونة.
وفي خطوة فاجأت المراقبين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء رحلته إلى ماليزيا أنه يرغب في مساعدة الصين لواشنطن في مواجهة روسيا، رغم وجود كيريل دميترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الأميركية منذ يوم أمس لإجراء مفاوضات اقتصادية مع الجانب الأميركي.
وقال ترامب من على متن الطائرة الرئاسية المتجهة إلى كوالالمبور :
“أريد أن تساعدنا الصين في مواجهة روسيا”،
في إشارة واضحة إلى تحوّل محتمل في مواقف الإدارة الأميركية تجاه بكين، رغم تصاعد حدة التوتر التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة.
* تايوان وهونغ كونغ على الطاولة
وأوضح الرئيس الأميركي، قبيل مغادرته واشنطن، أن قضية تايوان ستكون من أبرز الملفات التي سيبحثها مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال جولته الآسيوية.
كما شدد على ضرورة إطلاق سراح جيمي لاي، قطب الإعلام المسجون في هونغ كونغ، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
كما أعرب ترامب عن استعداده للقاء زعيم كوريا الشمالية خلال جولته، مؤكداً أن علاقته به "جيدة" وأنه "منفتح على لقائه"، في حين أبدى تفاؤله بـ "بناء علاقات مميزة مع اليابان و رئيسة وزرائها".
* جولة آسيوية بثلاث محطات
تُعد هذه الزيارة الأولى لترامب إلى آسيا خلال ولايته الحالية، وتهدف إلى توقيع اتفاقات استثمارية و دفع جهود السلام الإقليمي، بالإضافة إلى لقاء الرئيس الصيني وجهاً لوجه في محاولة جديدة لتهدئة الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتبدأ الجولة من ماليزيا، حيث سيشارك ترامب في القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور.
وتأتي هذه القمة في وقت تعمل فيه ماليزيا و واشنطن على احتواء التوترات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا.
ومن المقرر أن يعقد ترامب اجتماعاً ثنائياً مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم يوم الأحد، يتبعه حفل توقيع مشترك مع رئيسي وزراء تايلاند وكمبوديا.
وكان ترامب قد هدد في وقت سابق هذا العام بوقف الاتفاقات التجارية مع الدولتين إذا لم تتوقفا عن القتال، لتتحرك بعدها إدارته بالتنسيق مع ماليزيا للتوصل إلى وقف إطلاق نار ممتد.
* استثمارات ضخمة مع اليابان وكوريا الجنوبية
بعد ماليزيا، سيتوجه ترامب إلى اليابان ثم كوريا الجنوبية، حيث يتوقع أن يحقق تقدماً في مفاوضات استثمارات تفوق 900 مليار دولار تشمل مصانع أميركية ومشروعات تنموية ضخمة، مقابل خفض الرسوم الجمركية المخطط لها من 25% إلى 15%.
وفي ختام جولته، سيعقد ترامب اجتماعاً مهماً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في سيول على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في لقاء يُنتظر أن يرسم ملامح المرحلة المقبلة من العلاقات الأميركية _ الصينية، وسط تصاعد التنافس مع موسكو وتوتر الملفات الإقليمية في شرق آسيا.