العلاقة الخاصة على محك الاختبار.. زيارة ترامب إلى بريطانيا تثير التساؤلات

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يحرص على إظهار الوحدة مع الحليف الأمريكي، مؤكداً في مؤتمر صحافي مشترك أن "الأمن أساس العلاقة البريطانية الأمريكية"، بينما وصف ترامب هذه العلاقة بأنها "لا مثيل لها في العالم". لكن بين هذه الكلمات الايجابية، تبرز تحديات حقيقية تختبر متانة هذه العلاقة.
الملف الأوكراني يشكل أحد نقاط الخلاف المحتملة، حيث يسعى ستارمر إلى إقناع ترامب بتبني موقف أكثر صرامة تجاه روسيا، في وقت أعلن فيه ترامب أن الرئيس الروسي بوتين "خذله". هذا التباين في المواقف قد يشكل اختباراً حقيقياً للتحالف الغربي في مواجهة السياسات الروسية.
وفي الشرق الأوسط، يواجه ستارمر ضغوطاً لمناقشة الهجوم على غزة، حيث يبدو الموقفان البريطاني والأمريكي غير متطابقين تماماً. فبينما انتقد ترامب الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطينية وصفه بـ"مكافأة لحماس"، فإنه أبدى مرونة تجاه موقف ستارمر، قائلاً إنه لا يمانع في أن "يتخذ ستارمر موقفاً".
الجانب الاقتصادي يبدو أكثر إشراقاً، حيث يحتفل الطرفان بإزاحة الستار عن حزمة استثمارية أمريكية في بريطانيا تبلغ قيمتها 150 مليار جنيه إسترليني، تغطي مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة وعلوم الحياة. هذه الاستثمارات قد تشكل عاملاً محورياً في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
لكن الزيارة ليست خالية من المخاطر، فستارمر يحاول تحويل التركيز إلى الشؤون الخارجية بعيداً عن القضايا الداخلية الحساسة مثل قوانين السلامة على الإنترنت وموقف بريطانيا من إسرائيل. هذه المحاولة قد لا تنجح تماماً في ظل شخصية ترامب التي لا يمكن التنبؤ بمواقفها.
تبقى هذه الزيارة اختباراً حقيقياً لـ"العلاقة الخاصة" بين البلدين في عهد جديد. فبينما تسعى بريطانيا لتعزيز تحالفها مع واشنطن، فإنها تواجه تحدياً في التوفيق بين مصالحها الوطنية والمواقف الأمريكية التي قد لا تتطابق دائماً مع رؤيتها. النجاح في هذا الاختبار سيتطلب مهارة دبلوماسية عالية وحكمة في إدارة الخلافات، خاصة في منطقة تشهد تحولات جيوسياسية كبيرة.