سوريا تبحث إعادة الاندماج الاقتصادي خلال محادثات واشنطن

اللقاءات التي وصفتها وكالة الأنباء السورية "سانا" بأنها "موسعة"، ركزت على سبل إعادة الدمج المسؤول والآمن للاقتصاد السوري في المنظومة المالية الدولية، مع التركيز على تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة تمويل الإرهاب وتطوير البنية الاقتصادية بما يخدم مصالح الشعب السوري.
هذه المحادثات تأتي في إطار الجهود السورية لإعادة الاندماج في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة بسبب الحرب والعقوبات الدولية. كما تعكس تحولاً في النهج الأمريكي تجاه سوريا، حيث تبحث واشنطن بشكل متزايد عن قنوات اتصال مع دمشق رغم الخلافات السياسية العميقة.
التقى الشيباني أيضاً بالنائب الأمريكي عن ولاية أريزونا إيب حمادة، حيث ناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية. هذه اللقاءات البرلمانية تمثل بعداً إضافياً في مساعي إعادة بناء الجسور بين البلدين.
الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، حيث تسعى سوريا لتحسين علاقاتها مع الدول العربية والمجتمع الدولي بعد سنوات من الصراع. كما تظهر الرغبة الأمريكية في استكشاف مسارات جديدة للتعامل مع الملف السوري، خاصة في الجوانب الاقتصادية والأمنية.
لكن الطريق نحو إعادة الدمج الكامل للاقتصاد السوري يبقى محفوفاً بالتحديات، لاسيما مع استمرار العقوبات الأمريكية والأوروبية على سوريا، والخلافات العميقة حول الملفات السياسية والأمنية. النجاح في هذه المساعي سيعتمد على قدرة الطرفين على تحقيق تقدم ملموس في معالجة هذه القضايا المعقدة.
هذه المحادثات تمثل خطوة أولى على طريق طويل، وقد تكون مؤشراً على تحول تدريجي في السياسات الإقليمية والدولية تجاه سوريا، لكن نتائجها الفعلية ستظل مرهونة بتطورات الملف السوري على الأرض وفي المحافل الدولية.