العلماء يكشفون عن "الحاسة السادسة الخفية" لدى الإنسان: الإدراك الداخلي مفتاح لصحة الجسد
17 أكتوبر 202597 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
لطالما ارتبطت فكرة الحاسة السادسة بالخيال والأساطير، لكن أبحاثاً حديثة من مركز "سكريبس" للأبحاث في كاليفورنيا أعادت هذه الفكرة إلى دائرة العلم.
فقد أكد العلماء أن جسم الإنسان يمتلك بالفعل ما يُعرف بـ"الإدراك الداخلي"، وهي قدرة عصبية متقدمة تتيح للدماغ مراقبة الإشارات الحيوية القادمة من الأعضاء الداخلية باستمرار.
الإدراك الداخلي يختلف عن الحواس الخمس التقليدية التي تعتمد على أعضاء حسية واضحة مثل العينين أو الأذنين.
فهو يعمل عبر شبكة معقدة من المسارات العصبية المنتشرة في القلب والرئتين والمعدة والكلى، دون حدود تشريحية محددة.
هذه الشبكة تنقل إشارات دقيقة تساعد الدماغ على معرفة متى يحتاج الجسم إلى التنفس، أو كيف يتعامل مع انخفاض ضغط الدم، أو متى يبدأ في مواجهة عدوى.
البروفيسور شين جين، أحد قادة المشروع البحثي، أوضح أن هذا المجال لا يزال جديداً في علم الأعصاب، لكنه أساسي لفهم الصحة البشرية.
وقد حصل فريقه مؤخراً على تمويل ضخم بقيمة 14.2 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، بهدف رسم خريطة شاملة لهذا النظام العصبي الداخلي وبناء أول أطلس عالمي له.
تاريخياً، كان عالم الأعصاب البريطاني تشارلز شيرينجتون أول من اقترح مفهوم الإدراك الداخلي في بدايات القرن العشرين، لكن الفكرة لم تحظَ باهتمام واسع إلا في العقد الأخير.
اليوم، يرى الباحثون أن التعمق في هذا المجال قد يغير الكثير من المفاهيم الطبية، بل وربما يعيد صياغة الكتب الدراسية في علم الأحياء والأعصاب.
الأهمية العملية لهذه الحاسة تتجاوز الجانب النظري، إذ تشير الدراسات إلى أن اضطرابات الإدراك الداخلي ترتبط بأمراض شائعة مثل ارتفاع ضغط الدم، الألم المزمن، واضطرابات المناعة الذاتية.
لذلك، فإن فهم هذه الحاسة قد يفتح الباب أمام علاجات جديدة تستهدف جذور هذه المشكلات الصحية.
بهذا الاكتشاف، لم تعد الحاسة السادسة مجرد أسطورة أو خيال، بل أصبحت مجالاً علمياً واعداً قد يغير طريقة فهمنا للجسد البشري وصحته في السنوات المقبلة.