انتعاش أسعار النفط بدعم من زيادة إنتاج "أوبك+" المحدودة والمخاوف الجيوسياسية

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً عند التسوية يوم الاثنين 8 أيلول، متعافية جزئياً من خسائر الأسبوع الماضي، بدعم من عاملين رئيسيين: الأول هو اعتبار زيادة إنتاج تحالف "أوبك+" "متواضعة"، والثاني هو المخاوف من فرض المزيد من العقوبات على الخام الروسي.
وبحسب التسوية، صعد خام برنت بنحو 0.9% ليصل إلى 66.11 دولاراً للبرميل. فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتاً أو 0.63% لتبلغ عند التسوية 62.26 دولاراً للبرميل.
يأتي هذا الارتفاع بعد أسبوع تراجعي، حيث خسر الخامان القياسيان أكثر من 2% يوم الجمعة الماضي، ليختتما الأسبوع "بتراجع بأكثر من 3%"، متأثرين بضعف تقويم الوظائف الأميركي وما يعكسه من "ضغوط على توقعات الطلب على الطاقة".
وفي سياق متصل، أقر تحالف "أوبك+"، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرين، زيادة تدريجية للإنتاج تبدأ من تشرين الأول. ومن المقرر أن يرفع ثمانية أعضاء في التحالف إنتاجهم بنحو 137 ألف برميل يومياً، وهو مستوى يوصف بأنه "أقل بكثير من الزيادات الشهرية السابقة" التي بلغت نحو 555 ألف برميل في آب وأيلول و411 ألف برميل في تموز وحزيران.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، عززت التصريحات المخاوفَ من اضطراب المعروض. فقد ذكرت وزارة الطاقة الجزائرية أن الجزائر وروسيا أكدتا "التزامهما بالمساهمة في استقرار سوق النفط والغاز في إطار تحالف أوبك+". كما شنت روسيا أكبر هجوم جوي لها منذ بداية الحرب على أوكرانيا، ما أدى إلى اندلاع حريق في المبنى الحكومي الرئيسي وسط كييف، ومقتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم رضيع، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين.
من جهته، علق المحلل توشيتاكا تازاوا من "فوجيتومي سكيوريتيز" على الوضع قائلاً إن السوق شهدت "انتعاشاً طفيفاً" مدعوماً "بارتياح حيال الزيادة المحدودة في إنتاج أوبك+ وعوامل فنية بعد تراجعات الأسبوع الماضي"، مضيفاً أن "توقعات تراجع المعروض بسبب عقوبات أميركية جديدة محتملة على روسيا تدعم الأسعار، رغم استمرار ضغوط الهبوط مع زيادة الإنتاج".
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن قادة أوروبيين سيزورون الولايات المتحدة يومي الاثنين والثلاثاء "لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية"، مضيفاً أنه "غير راض" عن الوضع الحالي، لكنه جدد "ثقته في إمكانية التوصل إلى تسوية قريبة".