رائد ناسا يوثّق مشهدًا سماويًا نادرًا من محطة الفضاء الدولية

التقط رائد الفضاء الأميركي دون بيتيت، التابع لوكالة ناسا، مشهدًا استثنائيًا من محطة الفضاء الدولية، أظهر فيه تلاقي أقمار "ستارلينك" الصناعية المتلألئة في المدار مع الشفق القطبي الأخضر المتدفق أسفلها، في لوحة كونية تجمع بين التقنية والطبيعة في مشهد نادر الحدوث.
وقال بيتيت، وهو مصوّر محترف أيضًا، إن الأقمار الصناعية التابعة لشركة "سبيس إكس" والمخصصة لتوفير الإنترنت عالي السرعة ظهرت "واضحة للغاية"، رغم وجود الأضواء الطبيعية للشفق القطبي، مضيفًا أن بعضها "كان يسطع بوهج يعادل كوكب المشتري تقريبًا، لمدد تراوحت بين ثانية وعشر ثوانٍ"، وفق ما نشره عبر منصة "إكس" في الثامن من أكتوبر الجاري.
ويُعدّ هذا اللمعان مصدر قلق متزايد لدى علماء الفلك، إذ قد يؤدي إلى تشويش عمليات الرصد الفلكي، ولا سيما عند إطلاق الأقمار الجديدة التي تظهر في شكل "قطارات" متتابعة من الضوء يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
رحلة استثنائية لرائد فضاء مخضرم
وكانت آخر رحلة لبيتيت قد انتهت بعد 220 يومًا قضاها في الفضاء، حيث عاد إلى الأرض يوم 20 أبريل، مصادفًا عيد ميلاده السبعين، على متن مركبة "سويوز" الروسية التي هبطت في سهول كازاخستان.
وبعد عودته، بدأ بيتيت في نشر سلسلة من الصور ومقاطع الفيديو التي وثّقها خلال مهمته، بعد أن حالت انشغالاته البحثية والعلمية دون مشاركتها أثناء وجوده على متن المحطة.
شبكة "ستارلينك".. إنترنت فضائي ومخاوف فلكية
تشير أحدث البيانات إلى أن شبكة "ستارلينك" تضم حاليًا نحو 8600 قمر صناعي نشط، ما يجعلها أكبر كوكبة أقمار صناعية في التاريخ. وتوفّر هذه الشبكة خدمة الإنترنت عالية السرعة للمناطق النائية حول العالم، إلا أنها تثير في الوقت ذاته مخاوف بيئية وفلكية متزايدة.
فإلى جانب تأثيرها على وضوح السماء ليلاً، يحذر خبراء من أن العدد الهائل للأقمار الصناعية قد يزيد من مخاطر الحطام الفضائي، فضلًا عن تلوث الغلاف الجوي بالمعادن الناتجة عن احتراق الأقمار عند عودتها إلى الأرض.
خطوات للحد من التأثيرات الضوئية
ردًا على هذه الانتقادات، أكدت شركة "سبيس إكس" أنها تعمل على تعديل تصاميم أقمارها لتقليل عكس الضوء الشمسي، كما طورت تقنيات تمكنها من تغيير مسارات الأقمار الصناعية عند الحاجة لتفادي التصادمات أو التداخل مع التجارب العلمية.
وتخطط الشركة لمواصلة توسيع شبكتها، بحيث يصل عدد الأقمار في المستقبل إلى نحو 42 ألف قمر صناعي، في مشروع هو الأضخم من نوع