إطلاق حملة "السويداء منا وفينا" لإعادة الإعمار والنسيج الوطني.. ومشاركة فنية تثير جدلاً

أعلنت محافظة السويداء عن إطلاق حملة وطنية شاملة تركز على إعادة تأهيل البنى التحتية وتعزيز التماسك الاجتماعي، وسط مشاركة فنية لاقت تفاعلاً وانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأطلق محافظ السويداء، مصطفى البكور، حملة وطنية موسعة تحت شعار "السويداء منا وفينا"، تهدف إلى إعادة بناء النسيج الاجتماعي وإصلاح البنى التحتية في المحافظة، لا سيما في مناطق الريف الغربي والشمالي التي تأثرت بالتوترات الأخيرة.
جاء الإعلان عن الحملة في تصريحات للمحافظ يوم الخميس الماضي، حيث أوضح أن المشاريع ستمتد لترميم وتأهيل 50 مدرسة، و35 مسجداً، و35 دار عبادة للطائفة الدرزية، بالإضافة إلى 15 كنيسة. كما تشمل الحملة ترميم آبار المياه، وتجهيز 20 ألف منزل، ورفع كفاءة 40 بلدية ومركزاً ثقافياً وشبكة الطرق.
وانضم إلى الحملة عدد من الشخصيات الفنية البارزة في سوريا، حيث نشر الممثل جهاد عبدو مقطع فيديو على "فيسبوك" داعياً إلى جمع التبرعات، واصفاً الحملة بأنها تهدف إلى "جبر الخواطر المكسورة"، ومُعّرفاً إياها بـ "حملة الشهامة والوفا".
بدوره، شارك الممثل مكسيم خليل بدعوة السوريين إلى دعم الحملة، قائلاً في فيديو منتشر: "تعالوا نساهم بحملة تبرعات نظمناها نحن السوريات والسوريين لمساعدة أهلنا بالسويداء. يمكن تكون خطوة تجمعنا كي نعود ونمسك بأيدي بعضنا في سوريا لكل السوريين".
في المقابل، ووجهت هذه المشاركات بموجة انتقادات من قبل بعض نشطاء وسائل التواصل، الذين رأوا أن الممثلين "لم يبادرا إلى موقف مشابه في أحداث أخرى شهدتها البلاد مؤخراً"، وفق زعمهم. كما وجهت المغنية السورية من أبناء المحافظة، ميس حرب، انتقادات لاذعة للفنانين المشاركين في الحملة قبل أيام.
يأتي إطلاق الحملة بعد أشهر من الاشتباكات التي شهدتها المحافظة بين مسلحين دروز وعشائر من البدو في تموز الماضي، ما استدعى تدخل القوات الأمنية.
وكان المحافظ مصطفى البكور قد صرّح سابقاً بأن "ما تشهده المحافظة من تدهور في الخدمات ليس نتيجة تقصير من الدولة بل يعود إلى مواقف داخلية اتخذتها بعض الأطراف وغياب قنوات التواصل الرسمية مع الحكومة".
وأضاف أن "الدولة وفرت كميات كبيرة من القمح والطحين، لكن غياب جهة رسمية لاستلامها داخل السويداء حال دون توزيعها بشكل منظم"، مؤكداً أن "الحكومة مستعدة لتأمين المحروقات بكميات كبيرة شريطة إجراء الرصد المالي في دمشق، وهو ما ترفضه الجهات المسيطرة على المحافظة".
وكشف المحافظ، وفقاً لما نقلت "الإخبارية السورية"، عن أن "لجنة غير قانونية استولت على مبلغ قدره 20 مليار ليرة سورية ومليون دولار من بنك السويداء وصُرف دون رقابة أو تقارير رسمية".