"هند قبوات " .. وجه جديد لسوريا في منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل

في خطوة لافتة ومهمة ، أعلن رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع عن تعيين السياسية والباحثة السورية "هند قبوات" في منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية الجديدة.

ويأتي هذا التعيين في وقت حاسم، بعد أربعة أشهر من إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، ليعكس العزم على بناء سوريا جديدة تضم في صفوفها كفاءات متميزة من مختلف التوجهات .

هند قبوات، ابنة سوريا ذات الأصول المسيحية، هي إحدى أبرز الشخصيات السياسية والأكاديمية في المشهد السوري . تحمل شهادة ماجستير في القانون والدبلوماسية من كلية فليتشر في جامعة تافتس الأمريكية، ولديها أيضًا شهادة في القانون من الجامعة العربية في بيروت .  منذ عام 2013، شغلت قبوات عدة مناصب أكاديمية مرموقة، حيث كانت أستاذة مساعدة ومديرة لقسم حوار الأديان وحل النزاعات في معهد الأديان والدبلوماسية التابع لـ"جامعة جورج ماسون" بولاية فيرجينيا الأمريكية. كما عملت كأستاذة زائرة في قسم المفاوضات بكلية الحقوق في جامعة هارفارد بين 2017 و 2019.

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، كانت قبوات جزءًا من المعارضة السورية، حيث لعبت دورًا حيويًا في عملية التفاوض السياسي . شغلت مناصب رفيعة في الهيئة العليا للمفاوضات بين 2015 و 2017 ، ثم نائبة رئيس مكتب "هيئة التفاوض" في جنيف بين 2017 و 2022 . كما تم اختيارها في فبراير 2025 عضوًا في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي يعقد بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024 .

قبوات ليست فقط سياسية بارعة، بل هي أيضًا خبيرة في حل النزاعات وبناء السلام . حيث أسست "مركز الحوار والسلام والمصالحة السوري" في تورونتو ، وقادت برامج متعددة لتعزيز التفاهم بين الأديان . كما كانت مستشارة في عدة مؤسسات دولية، بما في ذلك البنك الدولي ومنظمة "إنتربيس" المعنية ببناء السلام .

بالإضافة إلى مسيرتها السياسية والأكاديمية ، تسهم قبوات بشكل كبير في تعزيز دور المرأة في المجتمع ، فهي ترأس منظمة "تستقل" التي تعنى بشؤون المرأة وبناء السلام، كما تدير جمعية النساء السوريات الكنديات في تورونتو، وتشارك بفعالية في عدة منظمات ومجالس اقتصادية سورية .

حصلت قبوات على عدة جوائز دولية تقديرًا لجهودها في تعزيز السلام وحوار الأديان ، من بينها "جائزة صانعي السلام عمليًا" من مركز تانينباوم في نيويورك عام 2007 ، وجائزة "الدبلوماسية العامة" من جامعة جورج ماسون في 2009 .

هذا التعيين في الحكومة الانتقالية يمثل بداية فصل جديد في تاريخ سوريا، حيث تلتزم الحكومة الجديدة بقيادة البلاد نحو مرحلة إعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي. و وفقًا لما صرح به الرئيس السوري أحمد الشرع، فإن هذه الحكومة الجديدة تضع نصب أعينها هدفًا مشتركًا : "إعادة بناء سوريا نحو مستقبل أكثر إشراقًا" .