الذهب يحلق فوق 4000 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ

حطم الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق يوم الأربعاء، مسجلاً مستوى قياسياً تاريخياً في تعاملات اتسمت بتوجه المستثمرين بقوة نحو الملاذات الآمنة، وسط بيئة اقتصادية وجيوسياسية غامضة، وتعزيز التوقعات بمواصلة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة.
في تفاصيل التداولات، قفزت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.8% لتصل إلى 4017.89 دولار للأونصة. بينما ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر كانون الأول بنسبة 0.5% لتسجل 4025 دولاراً للأونصة.
وحصل المعدن الأصفر على دفعة قوية من اتجاهين رئيسيين: مشتريات متزايدة من البنوك المركزية عالمياً، وإقبال متجدد على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) المدعومة بالذهب. كما ساهم ضعف الدولار الأمريكي وزيادة الطلب من المستثمرين الأفراد في دعم المسار الصعودي.
ولم تقتصر محركات الصعود على العوامل النقدية فقط، بل امتدت لتشهد اضطرابات سياسية في فرنسا واليابان دوراً في تعزيز الطلب على الذهب بوصفه ملاذاً آمناً. كما أدى استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لليوم السابع، وما تبعه من تأجيل لإصدار بيانات اقتصادية رئيسية، إلى دفع المستثمرين للاعتماد على مؤشرات ثانوية لتقدير توقيت ومدى خفض أسعار الفائدة، مما زاد من حدة الطلب على المعدن النفيس.
في هذا السياق، يتوقع المتعاملون في السوق أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه هذا الشهر، على أن يعقبه خفض إضافي مماثل في كانون الأول.
وحول هذا الأداء الاستثنائي، قال تاي وونغ، المتعامل المستقل في المعادن لـ "رويترز": "الثقة كبيرة حالياً في هذا الاتجاه لدرجة أن السوق تترقّب الهدف الكبير التالي عند مستوى 5000 دولار، في ظل ترجيح استمرار الفدرالي الأميركي في خفض معدلات الفائدة".
وأضاف وونغ: "قد تظهر بعض العقبات مثل التوصل إلى هدنة دائمة في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، لكن من غير المرجّح أن تتغيّر العوامل الأساسية التي تقود السوق مثل تضخم الديون، وتنويع الاحتياطيات، وضعف الدولار على المدى المتوسط".
من جهة أخرى، يرى محللون أن ظاهرة "الخوف من تفويت الفرصة" (FOMO) تضيف زخماً إضافياً للارتفاع. وفي هذا الصدد، علق جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك "يو بي إس": قائلاً: "ما نشهده الآن هو أن المستثمرين يشترون الذهب رغم ارتفاع سعره، مما يزيد من قوة الاتجاه الصعودي".
يذكر أن الذهب، الذي يُعتبر تقليدياً ملاذاً آمناً ومخزناً للقيمة في فترات عدم الاستقرار، قد ارتفع منذ بداية العام بنسبة 52%، بعد أن حقق مكاسب بلغت 27% خلال عام 2024 بمفرده.
في سياق متصل، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% إلى 48.03 دولار للأونصة، فيما صعد البلاتين 2.2% إلى 1653.21 دولار، وزاد البلاديوم 1.3% إلى 1355.32 دولار.