مسؤولون ماليون عالميون يؤكدون استعدادهم لإعادة إعمار غزة بتكلفة أولية تُقدر بـ 70 مليار دولار

أكد مسؤولون ماليون رفيعو المستوى من مختلف أنحاء العالم، في اجتماعاتهم على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الخريفية في واشنطن، على التزامهم بدعم جهود إعادة إعمار قطاع غزة. جاء ذلك فيما تعمل مؤسسات دولية على إعداد تقدير جديد لتكلفة الإعمار قد يصل إلى 70 مليار دولار.
خلال اجتماع لجنة التنمية على المستوى الوزاري، المنبثقة عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ناقش الحضور التحديات الملحة. وأوضحت معالي نجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، أن اللجنة تناولت ملف إعادة إعمار غزة وآليات تنفيذها.
وعلقت على تطورات الوضع قائلة: "إننا نقدر بشدة وقف إطلاق النار وتوقف أعمال القتل وإعادة الرهائن إلى ديارهم وحصول الفلسطينيين على الطعام.. نأمل أن يسفر ذلك عن الوصول إلى المرحلة التالية بسلام".
كما أضافت: "نريد تقديم المساعدة. لذا نأمل أن يكون هذا بمثابة طريق للمضي قدما وعودة الحياة إلى طبيعتها.. سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لحين عودة الناس إلى حياتهم الطبيعية".
على الرغم من وقف إطلاق النار، الذي وسّطت فيه الولايات المتحدة، لا تزال العقبات اللوجستية والواقع الميداني تشكل تحدياً هائلاً. وأشار مسؤولون في الأمم المتحدة إلى صعوبة وصول قوافل المساعدات إلى شمال غزة المتضرر من المجاعة بسبب تدمير الطرق وإغلاق المعابر الرئيسية.
من جهته، أكد هاوليانج شو، القائم بأعمال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن الظروف الحالية لا تسمح بعد ببدء عمليات إعادة الإعمار الفعلية. وأشار إلى التخطيط لعقد مؤتمر دولي لهذا الغرض، دون تحديد موعد محدد حتى الآن.
وحول حجم الدمار، تساءل شو: "المشكلة هي من أين نبدأ؟"، مشيراً إلى تقديرات أممية جديدة تُفيد بضرورة إزالة "أكثر من 61 مليون طن من الأنقاض من المنطقة."
وأضاف: "بوسعنا فعل ذلك، لكن يجب أن تكون الظروف مواتية. يجب إطلاق سراح الرهائن والجثث". كما حذر من اقتراب فصل الشتاء مؤكداً أن توفير المأوى يمثل "ضرورة ملحة."
يذكر أن تقديرات شباط الماضي الصادرة عن البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي كانت تشير إلى أن تكلفة إعادة الإعمار تتجاوز 50 مليار دولار، إلا أن التقديرات الجديدة قيد الإعداد تشير إلى ارتفاعها إلى حوالي 70 مليار دولار.
ويأتي هذا في ظل استمرار الأزمة الإنسانية، حيث ذكر برنامج الأغذية العالمي أن متوسط المساعدات الغذائية الداخلة إلى غزة يبلغ حالياً 560 طناً يومياً، وهو ما لا يلبي الاحتياجات الأساسية للسكان.
تشهد القضية تطوراتها على خلفية الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في تشرين الأول 2023، والذي أدى وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل 1200 شخص وأسر أكثر من 250. رداً على ذلك، شنت إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة، يقول مسؤولو الصحة في القطاع إنها أسفرت عن استشهاد أكثر من 67 ألف شخص، ودمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل.