أوروبا تخطط لتعزيز قدراتها العسكرية بحلول 2030 لمواجهة التهديد الروسي
16 أكتوبر 2025159 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
تستعد المفوضية الأوروبية لطرح خطة دفاعية شاملة تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية للاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030، في خطوة تأتي ردًا على الحرب الروسية في أوكرانيا ووسط تراجع وضوح الالتزام الأمريكي بأمن القارة.
وبحسب تقرير لموقع بوليتيكو، تؤكد الوثيقة المرتقبة أن روسيا المجهزة عسكريًا تمثل تهديدًا دائمًا لأمن أوروبا في المستقبل المنظور.
مشكلة الإنفاق المنفصل وتحديات التوافق العسكري
ورغم أن معظم دول الاتحاد الأوروبي رفعت ميزانياتها الدفاعية بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب، فإن الإنفاق ما زال يتم بصورة وطنية منفصلة، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وضعف التوافقية بين الجيوش الأوروبية.
ولهذا، تقترح الخطة الجديدة رفع نسبة العقود المشتركة لشراء الأسلحة إلى 40% بحلول 2027، وزيادة حصة الشركات الأوروبية والأوكرانية إلى 60% بحلول 2030، لتقوية قاعدة الصناعة الدفاعية داخل القارة.
تسع أولويات وثلاثة مشاريع دفاعية رئيسية
تركز الوثيقة على سد الفجوات الدفاعية في تسعة مجالات محورية تشمل:
الدفاع الجوي والصاروخي، الذكاء الاصطناعي، الطائرات المسيّرة، الدفاع البحري، والأنظمة السيبرانية المتقدمة.
وتتضمن ثلاثة مشاريع كبرى تمثل العمود الفقري للقدرة الدفاعية الأوروبية المستقبلية:
1. نظام مراقبة الجناح الشرقي عبر دمج الدفاعين البري والجوي وأنظمة مكافحة الطائرات المسيّرة.
2. الدرع الجوي الأوروبي، وهو مشروع لإنشاء نظام دفاع جوي متعدد الطبقات.
3. درع الفضاء الدفاعي لحماية أصول الاتحاد الأوروبي ومراكزه الاستراتيجية في الفضاء.
تمويل ضخم ومقاومة داخلية
يتوقع خبراء أن تنطلق المشاريع الأولية في النصف الأول من عام 2026، على أن يتم توقيع العقود وتخصيص التمويل للفجوات الأكثر إلحاحًا بحلول نهاية 2028.
وتهدف المفوضية إلى تعبئة نحو 800 مليار يورو لدعم الدفاع الأوروبي، عبر برامج مثل صندوق الدفاع الأوروبي (EDF)، ومبادرة SAFE للإقراض الدفاعي، إضافة إلى الميزانية الأوروبية متعددة السنوات المقبلة.
لكن الخطة تواجه تحفظات من بعض الدول الأعضاء التي تعتبر الدفاع مجالًا سياديًا وطنيًا تقليديًا، وترى أن نقل الصلاحيات في هذا المجال إلى بروكسل قد يحد من استقلال قراراتها العسكرية.
التنسيق مع الناتو وتوسيع مفهوم التهديدات
وشددت الوثيقة على أن الدول الأعضاء ستظل "سيدة قراراتها الدفاعية الوطنية"، لكنها حثّت على تنسيق وثيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتفادي تضارب المهام بين الجانبين.
كما دعت إلى تبني رؤية أوسع للتهديدات تشمل الشرق الأوسط وأفريقيا، في ظل تحولات جيوسياسية عالمية وتراجع تركيز بعض الحلفاء الغربيين على أوروبا.