بعد مقتل 11 شخصًا في الكاريبي .. مادورو يطالب بحوار مباشر مع ترامب
22 سبتمبر 202561 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط:
16
في خطوة مفاجئة، عرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إجراء حوار مباشر مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك بعد أيام قليلة من أول ضربة عسكرية أميركية استهدفت قاربًا فنزويليًا اتُّهم بنقل تجار مخدرات في مياه البحر الكاريبي.
وفي رسالة رسمية نشرتها الحكومة الفنزويلية يوم أمس الأحد، نفى مادورو الاتهامات الأميركية التي تفيد بأن فنزويلا تلعب دورًا كبيرًا في تهريب المخدرات من أميركا الجنوبية إلى العالم، و وصفها بأنها "مزاعم كاذبة" تهدف لتشويه صورة بلاده والإضرار بالعلاقات بين الطرفين.
وقال مادورو في رسالته الموجهة إلى ترامب :
"سيدي الرئيس، آمل أن نتمكن معًا من دحض الأكاذيب التي لوّثت علاقاتنا، والتي يجب أن تكون تاريخية وسلمية ... هذه القضايا وغيرها ستبقى دائمًا مطروحة لحوار مباشر وصريح مع مبعوثكم الخاص ريتشارد جرينيل، لتجاوز الضوضاء الإعلامية والأخبار الزائفة".
* رسالة رسمية بعد الضربة الأميركية
وأكدت كاراكاس أن الرسالة التي حملت تاريخ 6 سبتمبر / أيلول، تم تسليمها إلى وسيط في نفس اليوم، أي بعد أربعة أيام فقط من الهجوم الأميركي على قارب فنزويلي، قالت إدارة ترامب إنه كان ينقل أعضاء من عصابة "ترين دي أراجوا" المتورطة في تهريب المخدرات، دون أن تقدم واشنطن أدلة رسمية على ذلك.
وقد أسفر الهجوم عن مقتل 11 شخصًا، أعلنت الولايات المتحدة أنهم ينتمون لعصابات إجرامية تعمل في التهريب، بينما أكدت الحكومة الفنزويلية أن العملية تمت دون أي تحقيق أو دليل قاطع، و وصفتها بأنها "انتهاك للسيادة".
* 50 مليون دولار للقبض على مادورو ؟
وتواصل واشنطن اتهامها لمادورو بالضلوع في تجارة المخدرات، وسبق أن عرضت مكافأة مالية ضخمة تصل إلى 50 مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله.
كما قامت الولايات المتحدة بنشر سفن حربية وعدد من طائرات إف_35 المقاتلة في البحر الكاريبي، تحديدًا في بورتوريكو _الجزيرة التابعة لأميركا_ ضمن ما تصفه بأنه تصعيد في حربها ضد كارتيلات المخدرات.
* فنزويلا ترد بالمناورات العسكرية
من جهتها، رفضت الحكومة الفنزويلية بشدة هذه الاتهامات، معتبرة أن واشنطن تشن حربًا غير معلنة على البلاد.
و ردًا على التصعيد العسكري الأميركي، أطلقت فنزويلا مناورات عسكرية ضخمة في جزيرة لا أورخيلا الواقعة على بُعد 65 كيلومترًا من البر الفنزويلي الرئيسي.
* "خطة إمبريالية لتغيير النظام"
و وصف مادورو ما يحدث بأنه جزء من خطة إمبريالية تهدف لتغيير النظام في كاراكاس وسرقة نفط فنزويلا، بينما وصف وزير دفاعه التحركات الأميركية بأنها "حرب غير معلنة" تمس السيادة الوطنية وتعرض أمن البلاد للخطر.
وفي السياق ذاته، طالبت فنزويلا بتحقيق أممي مستقل في الحادثة الأخيرة التي وقعت في الكاريبي، مؤكدة أن الخطوة الأميركية تشكل سابقة خطيرة قد تؤدي إلى تصعيد عسكري إقليمي.
* أرقام و رسائل مهمة من مادورو
في رسالته، شدد مادورو على أن نسبة المخدرات التي تمر عبر بلاده لا تتعدى 5% فقط من إجمالي الإنتاج الكولومبي، وأن قواته تمكنت من إحباط وتدمير 70% من تلك الكميات أثناء محاولات تهريبها.
المشهد في البحر الكاريبي يحتدم، والدبلوماسية تعود إلى الواجهة.
هل يكون حوار مادورو _ ترامب بداية لانفراجة أم مجرد هدنة مؤقتة في صراع تتداخل فيه المصالح الجيوسياسية والمصادر الطبيعية ؟