18 تهمة ضد جون بولتون في قضية الوثائق السرية .. والاتهامات تطال ترامب

في تصعيد قضائي جديد مثير للجدل، نفى مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون، ارتكاب أي مخالفات تتعلق بقضية الوثائق السرية، بعد أن وُجهت إليه 18 تهمة تتعلق بتخزين ومشاركة معلومات سرية للغاية، بعضها قد يكون تم تسريبه عقب اختراق إلكتروني لحسابه.
وفي بيان رسمي أصدره يوم أمس الخميس، اتهم بولتون إدارة الرئيس دونالد ترامب باستخدام وزارة العدل كـ "سلاح سياسي" لاستهداف معارضيه، مشيراً إلى أن التهم الموجهة إليه هي جزء من "جهد مكثف لترهيب الخصوم السياسيين".
* تفاصيل الاتهامات : مذكرات ومعلومات حساسة
تتعلق التهم الموجهة لبولتون، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي خلال ولاية ترامب الأولى قبل أن يتحول إلى ناقد صريح له، بـ تخزين سجلات سرية للغاية في منزله ومشاركة ملاحظات تشبه المذكرات تتناول فترته في الحكومة مع أفراد من عائلته.
ويقول الادعاء إن هذه الملاحظات تحتوي على معلومات سرية تم تشاركها خارج الإطار الرسمي، وهو ما يشكل خرقاً للقانون.
ويكشف نص لائحة الاتهام أن معلومات حساسة تعرضت للكشف بعد أن قام عملاء يُعتقد أنهم على صلة بالنظام الإيراني باختراق بريد بولتون الإلكتروني في عام 2021، حيث تمكنوا من الوصول إلى محتوى يحتوي على بيانات حكومية.
اللافت أن ممثلاً عن بولتون أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بحادثة الاختراق، لكنه لم يفصح عن أن الرسائل المخترقة تتضمن معلومات سرية أو أن المخترقين باتوا يمتلكون وثائق حكومية حساسة.
* بولتون يرد : التهم قديمة ومفبركة
في رده، شدد بولتون على أن هذه القضية "تم التحقيق فيها مسبقاً وتمت تسويتها منذ سنوات".
وقال محاميه آبي لوفيل، في بيان منفصل :
"الحقائق الأساسية في هذه القضية ليست جديدة، والسفير بولتون لم ينتهك أي قوانين. ما تم الحديث عنه هو مجرد مذكرات شخصية كتبها خلال مسيرته التي تمتد لأكثر من 45 عاماً، وقد احتفظ بها بشكل خاص وتشاركها فقط مع عائلته".
وأكد لوفيل أن مكتب التحقيقات كان على علم بهذه المذكرات منذ عام 2021، ولم تعتبر حينها انتهاكاً أمنياً.
وأضاف :
"مثل العديد من المسؤولين العموميين، احتفظ بولتون بمذكرات خاصة، وهذا لا يعد جريمة. وسنثبت مجدداً براءته الكاملة من أي اتهام بتخزين أو تسريب معلومات سرية".
* مخاوف من تسييس القضاء
وتأتي هذه التهم ضمن سلسلة من الملاحقات القضائية التي طالت خصوماً بارزين لترامب مؤخراً، ما يثير تساؤلات متزايدة حول احتمال تسخير وزارة العدل لملاحقة المعارضين السياسيين.
فـ بولتون هو ثالث شخصية معارضة لترامب تُتهم جنائياً في الأسابيع الأخيرة، بعد توجيه تهم إلى :
المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، بالكذب على الكونغرس ،
والمدعية العامة لولاية نيويورك ليتيتيا جيمس، بتهم احتيال مصرفي وتقديم بيانات كاذبة.
وجميعهم ينفون التهم الموجهة إليهم ويعتبرونها ذات دوافع سياسية.
* خلفية القضية وتوقيتها
جدير بالذكر أن التحقيق في قضية بولتون بدأ قبل تولي ترامب منصبه مرة أخرى في يناير 2025، لكن القضية ظهرت إلى العلن في أغسطس، عندما نفذ عملاء من الـ FBI مداهمات على منزل بولتون في ماريلاند ومكتبه في واشنطن بحثاً عن أدلة.
ويرى مراقبون أن توقيت الكشف عن القضية يحمل دلالات سياسية، خصوصاً أن بولتون يعد من أبرز صقور السياسة الخارجية في الحزب الجمهوري، وأحد الشخصيات التي انقلبت على ترامب بعد مغادرته منصبه عام 2021.