الشرع في خطاب تاريخي أمام الأمم المتحدة: سوريا تنتصر للحق وتفتح صفحة جديدة من السلام
24 سبتمبر 2025130 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة

حجم الخط:
16
في كلمة تاريخية أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الأربعاء، استعرض رئيس الجمهورية العربية السورية، أحمد الشرع، مسيرة الشعب السوري من الألم إلى الأمل، مؤكدًا أن سوريا بدأت مرحلة جديدة من البناء الوطني والانفتاح الدولي بعد سقوط النظام السابق.
افتتح الرئيس الشرع خطابه بوصف الحكاية السورية بأنها "صراع بين الخير والشر، بين الحق الضعيف والباطل القوي"، مشددًا على أن الشعب السوري خاض معركة وجودية استمرت ستين عامًا ضد نظام قمعي استخدم أبشع أدوات القتل والتدمير، بما فيها الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة، وتسبب في تهجير نحو 14 مليون مواطن وتدمير مليوني منزل.
وأكد أن الشعب السوري انتصر في معركة خاطفة اتسمت بالرحمة والعفو، دون تهجير أو قتل للمدنيين، واستعاد فيها حقه دون ثأر أو عداوات. وأضاف: "لقد انتصرنا للمظلومين والمعذبين والمهجرين، لأمهات الشهداء والمفقودين، انتصرنا لكم جميعاً أيها العالم".
وأشار الرئيس الشرع إلى أن سوريا تحولت من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال السلام والاستقرار، رغم محاولات أطراف خارجية إثارة النعرات الطائفية وإعادة البلاد إلى مربع الفوضى، مؤكدًا أن الشعب السوري يمتلك من الوعي ما يمنعه من الانجرار إلى مشاريع التقسيم.
وفي إطار العدالة الانتقالية، أعلن عن تشكيل لجان لتقصي الحقائق بالتعاون مع الأمم المتحدة، متعهدًا بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى القضاء.
وعن التهديدات الإسرائيلية، قال إن السياسات الإسرائيلية تسعى لاستغلال المرحلة الانتقالية، مما يهدد بدوامة صراعات جديدة، مؤكدًا التزام سوريا باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وداعيًا المجتمع الدولي إلى احترام سيادة سوريا ودعم جهودها الدبلوماسية.
كما استعرض الرئيس الشرع ملامح المرحلة الجديدة، التي تقوم على ثلاث ركائز: الدبلوماسية المتوازنة، الاستقرار الأمني، والتنمية الاقتصادية.
وأشار إلى تشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق حوار وطني جامع، وتأسيس هيئات للعدالة الانتقالية والمفقودين، وإعادة هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة.
وأكد أن سوريا استعادت علاقاتها الدولية، وبدأت شراكات إقليمية وعالمية، ما أدى إلى رفع تدريجي للعقوبات، مطالبًا برفعها بالكامل. كما تم تعديل قوانين الاستثمار، وبدأت شركات دولية بالدخول إلى السوق السورية للمساهمة في إعادة الإعمار.
وختم الرئيس الشرع كلمته بالتأكيد على أن سوريا اليوم تعيد بناء نفسها عبر مؤسسات وقوانين تكفل حقوق الجميع دون استثناء، لتكون نموذجًا للعدالة والاستقرار في المنطقة.